للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حديث: (لا يُغلب اثنا عشر ألفاً)

السؤال

نريد منكم شرح حديث لا يُغلب اثنا عشر ألف من قلة؟

الجواب

نعم، العبرة ليست بالعدد، فاثنا عشر ألفاً وليس فيهم تارك صلاة لا يغلبون من قلة؛ فإن غلبوا وهزموا فليست غلبتهم وهزيمتهم لقلة العدد، ولكن لسبب آخر غير القلة، وفي هذا بيان بأننا لا نحارب أعداء الله بعددنا، ولا بعدتنا، وإنما نحاربهم (بأننا مؤمنون وهم كافرون).

كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى سعد بن أبي وقاص فقال: [[إنما يغلب المسلمون عدوهم بتقواهم لله ومعصية عدوهم له، فإذا استوينا نحن وهم في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة]] أي: في كثرة الدبابات أو كثرة المجندين إلى غير ذلك؛ إذا استوينا نحن وهم في المعصية والأمر الآخر أنه إذا عصى الله من يعرفه سلط عليه من لا يعرفه، وهذه سنة من سنن الله قد ذكرها الله في القرآن في أول سورة الإسراء عندما سلط بختنصر على بني إسرائيل فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً.

فكذلك يسلط الله تعالى على المؤمنين إذا هم عصوه وخالفوا أمره، وألقوا كتاب الله خلف ظهورهم، ولم يحكموا دينه وشرعه فإنه يسلط عليهم الكافر المشرك الذي لا يؤمن بالله -أصلاً- عقوبةً وعذاباً لهم حتى يرجعوا إلى دينهم.