للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التبعية للغرب وآثارها]

السؤال

إن كثيراً من النظريات الاجتماعية والسلوكية والأخلاقية عند الغرب التي ربما صرح بعضهم ببطلانها ما زلنا نحن ندرسها في مواد التربية وبعض المواد العلمية، وكذلك تدرس في كليات التربية لبناتنا على أنها مسلَّم بها، مع العلم أنه لا يدرس في هذه الكليات مقرر مستقل لتعليم القرآن الكريم، فما هو تعليقكم؟

الجواب

الله المستعان! نحن في الحقيقة ما زلنا نعيش في التبعية للغرب، ونخشى -لا قدر الله- أننا في بعض الجوانب تزداد هذه التبعية، وإن كانت الصحوة قد بدأت في جوانب أخرى، فالتبعية للغرب هي مشكلة المشاكل، وبهذا أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لتتبعن -أو لتركبن- سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟}.

فنحن لا نزال على خطاهم، خاصةً أننا أخذنا هذه العلوم عنهم، والإنسان عدو ما جهل -وإن كان دينه- والذي لا يدرس دينه وإنما درس هذه النظريات هنا، ثم ابتعث هناك لاشك أنه سيعطي مما درس! وإن كان يوجد فيهم من فيه خير ويحاول أن يجتهد، لكن هذا نتاج فساد خطتنا التعليمية في الماضي، وفساد توجيهنا التربوي، وتقصير القائمين على شئون التربية التي لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن الدين، فعندما ينحصر الإسلام في مجالات معينة، ويقال: الإفتاء لهيئات الإفتاء فقط! أو هو لكلية الشريعة، أو لكلية الدعوة، فهذه علمانية موضوعية وإن لم تكن علمانية واضحة وصريحة، فقد يظهر من يرى أن علم النفس، أو التربية، أو الاجتماع، أو حتى الأحياء والفيزياء تدرس بمعزل عن الدين، وهذا الذي نلمسه، ندرس النظريات التي قال عنها الغربيون: قد عفّاها الزمن وقد انتهت، وأصبحوا الآن يرون ضرورة تمحيص العلوم من كل ما فيه إنكار لله أو للروح أو لعالم الغيب!