للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[آراء حول العلمانية]

السؤال الثاني: هناك تأويلات كثيرة للعلمانية في هذا العصر تحت عدة شعارات، منها وجود أكثر من دين واحد في بلد ما، ومنها: حكم الشعب نفسه بنفسه وغيرها، فما رأيكم في ذلك؟ ومن هم أشهر الحكام الذين أدخلوا العلمانية في هذا العصر؟ وما هي أبرز شعاراتها الآن؟

الجواب

تعدد الشعارات لا غرابة فيها، لأن الباطل دائماً متعدد: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:١٥٣].

أما الديمقراطية أو حكم الشعب فهذه خرافة.

أما الحكام الذين أدخلوا العلمانية: فقد كانت تركيا هي أول دولة إسلامية طبقت العلمانية، ومعروف ما فعله هذا الحاقد اليهودي المجرم أتاتورك فإنه قد قضى على اللغة العربية، وجعل الأذان باللغة التركية، وفعل أشياء لا يمكن أن تخطر على البال.

فلا نتصور أن القضية نتيجة علم أو علمنة فالقضية قضية حقد وعداوة ودسائس ومؤامرات، بسبب أنهم وجدوا أمة خاوية من عقيدتها الصحيحة وغارقة في الشركيات وفي الخرافات، فاستطاعوا أن ينشروا تلك العقائد والأفكار الهدامة فيها.

أما خرافة أن الشعب يتكون من دينين فكيف نطبق الإسلام؟ نقول: أولاً يجب أن نفهم الإسلام في شموله، فـ العلمانية: منهج شامل للحياة - كما يدعي أصحابها -ما عدا العلاقة الروحية بالله، والإسلام أنزله الله شريعة عامة في كل المجالات، وليس في قضية الحكم فقط، وهي إحدى هذه القضايا وإن كانت هي من أهمها.

فكون أن عندنا في الدول العربية نصارى -مثلاً- مليوناً ونصف أو مليونين كما في لبنان والشام، أو حوالي أربعة ملايين في مصر، لكن بما في الإسلام من العدل والسماحة، جعلناهم يعيشون بيننا وضربنا عليهم الجزية، وهذا أيام الخلفاء الراشدين، وهو حكم فرضه الله في كتابه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بحقوقهم، ومعاملتهم بالمعروف.

وكون وجود هؤلاء الناس لا يبرر ولا يعني إطلاقاً أن نأتي نحن فنتخلى عن شرع الله عز وجل ونكفر بآيات الله؛ لأن من كفر أو من بدل شرعاً غير شرع الله وحكمه، فهذا ردة وكفر، وهذا اعتراض على كتاب الله، فمن أجل هؤلاء الذين هم وضع استثنائي لا يد لنا فيه، نغير شرع الله! الله عز وجل هو الذي شرعه ولو شرع الله عز وجل أن نمضي السيوف في رقابهم لكان أمضاه الخلفاء الراشدون ولم يترددوا، إنما الله هو الذي شرع لهم هذا الوضع الاستثنائي، فإما أن يبقوا عليه وإلا فالعهد منقوض، وقد نقضوه منذ أن تعاونوا مع كل أعداء الإسلام، في التاريخ الإسلامي الماضي فهؤلاء الناس إن أرادوا الحقوق التي نكفلها لهم -لأن الله أمرنا أن نكفلها لهم- فإننا نكفلها لهم، وإن أرادوا أن يتعدوا ذلك إلى أن نغير ديننا، ونكفر بالله عز وجل من أجلهم فهذا لايمكن أن يخطر على بال مسلم، وإلا فلماذا نطبق نحن علمانيتهم، وقد جاءوا بها إلى بلادنا ونحن الأكثرية وهم الأقلية؟! لأنهم ليس لديهم شرع نتحاكم إليه! فالقضية: قضية من الذي يملك شرع الله، فمن ملك شرع الله؛ فليحكم، ليضرب الرقاب بهذا الشرع، فمن ملك النور المبين؛ فليقاتل الناس عليه.

هاتوا ما عندكم: إن كان هو الوحي الذي أنزله الله، فقاتلونا عليه فنحن نستحق الموت؛ لأننا مخالفون لأمر الله، وإن كانت الخرافات التي كتبتموها بأيديكم وقلتم هذا من عند الله، فمن حق من يملك وحي الله وكلمة الله المحفوظة أن يقاتلكم وأن يرغمكم إما على الإسلام، وإما أن تعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون.

ولا مجال أن نجعلهم مقابل الإسلام، ونكفر بالله عز وجل من أجل أن نرضي هؤلاء، لا يمكن هذا أبداً!