للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مقارنة بين شباب الماضي وشباب الحاضر]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد:

فكم يفرح الإنسان عندما يلتقي بهذه الوجوه، ويجلس مع هذه الجموع، في حين أن كثيراً من الشباب في هذا السن وفي هذه الأوقات الله أعلم بحالهم، الخيِّر فيهم من ينام الآن في هذه اللحظات، ومنهم من يسهر أمام التلفاز، ومنهم من يلعب في النوادي والمراكز التي لا تهتم إلا باللعب، ومنهم من يفعل بعض المحرمات، قلما تجد إنساناً في هذا العمر يجلس في بيت من بيوت الله، ولعل الله عز وجل يكتب فيكم ممن قال فيهم: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ} [النور:٣٦ - ٣٧].

أي: يمكن أن يكون عمرك صغيراً لكنك في الحقيقة رجل كما قال الله عز وجل، لا يربط الإنسان في هذا المسجد إلا إذا كان رجلاً، قال تعالى: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ} [النور:٣٧] ما الذي جعلهم يجلسون؟ قال: {يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور:٣٧].

اسمع إلى قصص في مرحلة قبل الشباب يمر بها الإنسان وهي مرحلة المراهقة مرحلة الصبا والصغر يمر بها كل إنسان، انظر إلى أسلافنا ثم تذكر حال الشباب في هذا الزمن أصحابك في الفصل أصحابك في الشارع أقربائك جيرانك، اعرف حال السابقين وحال الناس في هذا الزمن ثم قارن، وأدع لك الحكم لتقارن بين السابق والحاضر.