للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أشجار الجنة وثمارها]

عبد الله! ليس في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب، بل إن في الجنة شجرة يسير الراكب على الجواد المضمَّر في ظلها مائة عام لا يقطع ظلها، فما شكلها؟

أما منظرها: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} [الواقعة:٢٧] * {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة:٢٨] نعم.

في الجنة سدر، ونعرف أن في السدر شوكاً فكيف يُدخله الله الجنة؟ كل شوك قد خضد أي: طُمِس، وجُعِل مكانه ثمرة يخرج منها طعام يزيد على اثنين وسبعين لوناً، كل لون يختلف عن الآخر، ألين من الزبد وأحلى من العسل، مكان كل شوكة! فما بالك بالثمرة التي في الجنة أصلاً: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة:٢٧ - ٣٠] وتخيل مائة سنة يمشون تحت الظل لا يقطعونه، فتأتي الريح على الأشجار فتهتز ذوائب الأغصان التي في الأشجار، فإذا اهتزت في الجنة تصدر صوتاً لم يسمعه بشر قط، ليس هناك أحلى من هذا الصوت صوت وأي صوت! أحلى من المعازف والموسيقى، وأحلى من أصوات الدنيا كلها، ينتشر الصوت في الجنة كلها، تخيل ذلك المنظر، وتخيل -عبد الله- ذلك الموقف.