للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أبو العتاهية يعظ الرشيد]

بنى الرشيد قصراً عظيماً، فدخل الشعراء عليه يزورونه ويتكلمون عن هذا القصر ويتمدحون به، فدخل عليه أبو العتاهية فأخذ يمدح هذا القصر، فقال للخليفة:

عش ما بدا لك سالماً في ظل شاهقة القصور

يجري عليك بما أردت مع الرواح مع البكور

ففرح الخليفة بهذا المدح، ثم قال له أبو العتاهية:

فإذا النفوس تغررت بزفير حشرجة الصدور

فهناك تعلم موقناً ما كنت إلا في غرور

فبكى الرشيد حتى سقط على الأرض من البكاء، ثم أمر بالقصر فأقفل، ثم رجع إلى كوخه وبيته القديم.