للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقوف الناس في أرض المحشر]

عبد الله! الأمر ليس هو بالهزل، والله ليمل الناس من أول سنة، بل من أول يوم، ولكنهم يقفون على الأقدام حفاة، والرءوس تنصلي بحر نار الشمس، ومع هذا يقفون مقدار خمسين ألف سنة، لا مراء في هذا ولا شك، خمسون ألف سنة والعرق يتصبب، منهم من يصل العرق إلى كعبيه، ومنهم إلى ركبتيه، ومنهم إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً، يصل عرقه إلى فمه إلى موضع لجام الفرس، ولا مغيث ولا نصير، أما الصالحون أتظنهم تحت الشمس؟

لا والله، الصالحون تحت ظل عرش الرحمن.

يقفون خمسين ألف سنة؟

لا والله، يقفون كما بين صلاة الظهر والعصر فقط، ويأتيهم من الهواء البارد الكريم، ويكفيك أنهم تحت ظل عرش الرحمن جل وعلا، في كنفه يقفون، وهؤلاء الضلال الفسقة الفجرة، الذين ما سجدت وجوههم لله جل وعلا، وما استقاموا على أمره جل وعلا، تحت حر الشمس خمسين ألف سنة، ثم ماذا؟ ثم يموتون؟!

لو كان الموت لكان خيراً لهم، يأتي الرب جل وعلا لفصل القضاء.