للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منزلة أهل العلم بالنسبة لغيرهم]

يقول الله جل وعلا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر:٩].

هل يستوي رجل من الصباح يحفظ القرآن، فإذا أشرقت الشمس صلى، ثم يجلس على قراءة الكتب، ويعكف على التلخيص، ثم يكتب ويبحث ثم يحفظ ويردد، ثم إذا جاء الضحى صلى، ثم غفا غفوة قليلة، ثم استيقظ للظهر، ثم جلس بعد الظهر يقرأ، ثم صلى العصر وحفظ، ثم ذكر الله وكتب، ثم بعد المغرب حضر الدروس، ثم بعد العشاء أخذ يراجع ويردد، ثم بعدها إذا جاء الليل ركع ركعات ثم صلى الفجر، ثم قام في يومه الثاني كما هو في اليوم الأول.

ورجل آخر في الصباح نائم في العصر مجالس لغو في المغرب يتجول في الطرقات في العشاء لا يحضر إلا درساً بسيطاً ثم يرجع إلى البيت يلهو ويلغو هل يستوي هذا وذاك؟ {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:٩].