للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضرورة التمسك بالحياء والصبر على ذلك]

أختي الكريمة: إياك إياك! أن تبالي بالدعوات السافرة، قالوا: معقدة، قالوا: متزمتة، قالوا: من يتزوجك؟ قالوا: انظروا إلى الخيمة التي وضعتها على رأسها، قالوا: انظروا إليها لا تستطيع أن تمشي، من سوف يقودك إلى الجامع؟ إلى المدرسة؟ من قال لك: إن الحجاب واجب؟! ومن ألزمك بالحجاب؟! دعوات ما تحملتها تلك المرأة فإذا بها تقول لهم: كفى كفى.

لا أتحمل هذا، فنزعت حياءها، وتعرت من جلبابها، ورمت حجابها، ثم انكشفت أمام الناس، والله جل وعلا يقول لها ولأمثالها: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:٣١] قال العلماء: يعني الثوب الخارجي، هذا الذي يظهر، هل لك على العباءة سبيل؟ لا، العباءة لا بد أن تظهر، وكل الصحابيات كُن َ كالغربان السود، أرأيت الغراب الأسود؟ هل يُرى منه شيء أبيض؟ لا، فهن كالغربان السود، يمشين في الطرقات، ويلتصقن بالجدار، فيتعلق ثوبها بالجدار.

أرأيت: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:٣١] بعض الناس يقول: ما ظهر أي: الوجه والكفان لا، خاب وخسر، والكفان، تقول عائشة: [كنا محرمات فإذا مر علينا الرجال أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها] تسدل الواحدة جلبابها على وجهها، وهي محرمة لا يجوز لها أن تغطي وجهها، ولكن كشف الوجه أشد، لا بد أن تغطي وجهها إذا مر عليها الرجال، ولكن تقول: [فإذا جاوزونا كشفناه] نعم، إذا جاوزونا كشفناه {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [الأحزاب:٥٩] ثم قال في نهاية الآية، اسمعي وعي: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور:٣١] يعني: حتى لو كان في رجلك خلخال، أو أي شيء يوضع في الرجل، أو كان كعب عالٍ؛ فانتبهي، لا يجوز لك أن تضربي بالرجل على الأرض، بل ما الذي دعاك ودهاك فلبستي هذا الخلخال؟!

أختي الكريمة: أين الحياء؟ (الحياء والإيمان مقترنان، إذا ذهب أحدهما ذهب الآخر) واسمعي ما يقوله بعضهم:

إنا سمعنا أختنا شيئاً عجاب

قالوا كلاماً لا يسر عن الحجاب

قالوا خيام علقت فوق الرقاب

قالوا ظلام حالكٌ بين الثياب

قالوا التأخر والتخلف في النقاب

قالوا الرشاقة والتطور في غياب

نادوا بتحرير الفتاة وألفوا فيه الكتاب

رسموا طريقاً للتبرج لا يضيعه الشباب

يا أختنا هم ساقطون إلى الحضيض إلى التراب

يا أختنا هم سافلون بغيهم مثل الكلاب

يا أختنا هذا عواء الحاقدين من الذئاب

يا أختنا صبراً تذوب ببحره كل الصعاب

يا أختنا أنت العفيفة والمصونة بالحجاب

يا أختنا فيك العزيمة والنزاهة والثواب

فالنار مثوى الظالمين لهم عقاب

والله يكشف ظلمهم يوم الحساب

والجنة المأوى ويا حسن المآب