للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد:

أيها الإخوة المسلمون: إن أوصافهم كثيرة، وكل هذه الأوصاف ذكرها الله عز وجل ليفضحهم، وليخرج ما في قلوبهم، وليشهد عليهم الناس، فاسمعوا -أيضاً- إلى بعض منها في هذه الخطبة:

من أوصافهم: أنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.

فهم يأمرون بالفاحشة، وبالتبرج للنساء، ويأمرون بالزنا ومقدمات الزنا، ويأمرون بالخمور، وينهون الناس عن الصلاة وعن القرآن وعن الحكم بشريعة الرحمن: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [التوبة:٦٧ - ٦٨].

إن جاءتهم وليمة، أو دعا ضيوفاً له وأقرباء؛ فإنه يذبح لهم ما يذبح من الولائم، ولعلها تبلغ السبعين وليمة وهم سبعة أشخاص، فإذا وجاء وقت طاعة الله والإنفاق للجهاد في سبيل الله ولمشاريع الخير {وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة:٥٤] يقبضون أيديهم إذا كان لله، فلا يخرج شيئاً من جيبه، أما لنفسه ولسمعته ولدنياه فإنه يخرج كل ما في جيبه؛ بل يستدين لهذا، أما لله فلا.