للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التربص بالمؤمنين]

أيضاً من صفاتهم يا عباد الله: أنهم يتربصون بالمؤمنين.

فإن نزلت بالمؤمنين كارثة، أو أصيبوا بهزيمة، أو سحقهم الكفار، فرحوا وطربوا وأخذوا يغنون في المجالس ويتذاكرون ويفرحون بمصيبة المؤمنين، أما إن أصاب المؤمنين نصر، ونصرهم الله بين الناس، تضايقوا وحزنوا، كما قال الله عنهم: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ} [التوبة:٥٠].

وهاهم يتربصون بالمؤمنين في كل زمان ومكان، فإن أصاب المؤمنين نصر أو فوز فإنهم يكيلون لهم التهم والشتائم، وأنهم يريدون الملك، وأنهم يريدون الدنيا، وأنهم عملاء لأعداء الله، وأنهم يريدون كذا وكذا، وإذا أصابتهم هزيمة قالوا: انظروا إليهم، إن دعوتهم لباطلة، وإن دينهم على غير الحق، كل هذا كفر بالله وبرسوله.