للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة]

أسمعت بـ الحسن بن علي المبشر بالجنة ريحانة رسول الله رضي الله عنه وعن أبيه؟

لما احتُضِر بكى بكاءً شديداً سبحان الله! مبشرون بالجنة ويبكون عند الوفاة! بكى بكاء شديداً فقال له أخوه: [ما يبكيك يا أخي؟ إنما تقدم -انظر التذكير! إذا الإنسان احتضر ذكِّره بأعماله الصالحة، ذكِّره بأعماله الخيِّرة؛ حتى يحسن الظن بالله عز وجل- قال: يا أخي! لم تبكِ وأنت تقدم على رسول الله، وعلى علي، وعلى فاطمة، وعلى خديجة، وهم قد ولدوك؟!

كيف تبكي وأنت سيد شباب أهل الجنة؟!

كيف تبكي وقد قاسمت الله مالك ثلاث مرات؟!

كيف تبكي وقد مشيت إلى الحج خمس عشرة مرة على قدمك؟!

كيف تبكي وأنت المبشر بالجنة؟!

يقول الراوي: فأخذ يزداد بكاؤه رحمه الله] {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون:٦٠].

مصيبة! بعض الناس يصلي خمس صلوات الفروض وظن أنه قد وصل، ظن المسكين أنه قد انتهى وقد أصاب الفردوس الأعلى!

الحسن بن علي أتعرف لما توفي ماذا وجدوا؟ وجدوا على ظهره خطوطاً سوداء فسألوا: [ما هذه الخطوط؟ ماذا كان يصنع الرجل؟ فلم يجدوا إجابة، حتى بحثوا كثيراً فوجدوا صاحباً له ومقرباً إليه قالوا: أتعرف هذه الخطوط السوداء في ظهر الحسن؟ قال: نعم، قالوا: مم هذه الخطوط؟ قال: كان رحمه الله ورضي الله عنه كل ليلة إذا انتصف الليل، ونام الناس، وسكنت الأصوات، كان يحمل كيساً من طحين ودقيق على ظهره كل ليلة، فيتجول على بيوت الفقراء فيوزع عليهم الطعام، أرأيت! {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون:٦٠].