للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لا تحزن إن الله مع كل مؤمن]

أخي الكريم! أختي الكريمة! قبل أن نختم حديثنا، لا تحزن لا تحزن كلمات أطلقها المصطفى عليه الصلاة والسلام لصحابه في الغار قال: (لو أبصر أحدٌ قدمَه لرآنا يا رسول الله! -أتعرف ماذا قال له؟ - {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:٤٠]).

نعم.

إن كان الحزن أمراً طبيعياً جِبِلِّياً في البشر فاغلبه يا عبد الله، وانطلق بحياتك، ماذا يعني أنك أصبت بمرض، أو فقدت حبيباً، أو خسرت أموالك؟

ما مضى فات والمؤمَّل غيب ولك الساعة التي أنت فيها

ابدأ حياتك من جديد، ابدأ طريقك من جديد، الدنيا أحقر من أن تغتم بها، أو تهتم بها، أو تأسى على ما فات: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد:٢٣].

(عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خير له) عجباً لأمر المؤمن.

في الحديث: (من أصابه هَمٌّ أو غمٌ فقال: الله ربي لا شريك له، أذهب الله غَمَّه).

اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك؛ سَمَّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.