للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المرأة التي حاولت فتنة الربيع بن خثيم]

الربيع بن خثيم، يروى أن قوماً أمروا امرأة ذات جمال أن تتعرض له.

رجلٌ صالح يخاف ربه، فقالوا لها: نعطيك ألف درهم إن فتنتيه، فلبست أحسن الملابس، وتطيبت، وتعطرت، فتعرضت له في طريقه، فقال لها الربيع: يا فلانة -وأنا أحدثك بهذه الكلمات، اسمعي وتدبري، أرجو رجاءً حاراً أن تنتبهي إلى هذه الكلمات- كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوريد؟ أم كيف بك لو سألك منكرٌ ونكير؟ فصاحت المرأة، وبكت، وسقطت وقد أغشي عليها، فحملت فلما أفاقت قالت: رب إني تبت إليك، رب إني تبت إليك، رب إني تبت إليك.

يا نفس توبي فإن الموت قد حانا واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا

أما ترين المنايا كيف تلقطنا لقطاً فتلحق أخرانا بأولانا

في كل يومٍ لنا ميتٌ نشيعه نرى بمصرعه آثار موتانا

هذه امرأة صالحة عابدة تحيي الليل بالصلاة تقوم من الليل إلى السحر، كل ليلة تقوم الليل، فإذا كان السحر آخر الليل نادت -انظري ماذا تقول آخر الليل؛ بعد أن صلت الليل كله واقترب الفجر؛ تنادي بصوتٍ محزون وهي العابدة الصالحة- تقول: رب إليك قطع العابدون دجى الليل بتكبير الدلج إلى ظلم الأسحار يستبقون إلى رحمتك، وفضل مغفرتك، فبك إلهي لا بغيرك أسألك أن تجعلني في أول زمرة السابقين إليك، وأن ترفعني إليك في درجة المقربين، وأن تلحقني بعبادك الصالحين، فأنت أكرم الكرماء، وأرحم الرحماء، وأعظم العظماء، ثم تخر ساجدة فلا تزال تبكي وتدعو في سجودها حتى يطلع الفجر، تعرفين كم مرة تفعل هذا الفعل؟ ثلاثين سنة وهي على هذا الحال، نعم الناس درجات، والناس أقسام: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر:٣٢].

هل سمعت بفتاة تحفظ أسماء اللاعبين؟! بل تتابعهم في المباريات، لا إله إلا الله! أين الحياء؟ أين العفة؟ أين الكرامة؟ أين الطهر؟ هل وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة؟! هل سمعت بفتيات يحفظن جميع أنواع الماركات؟! كل ساعة تنزل، كل موضة تنزل، تجدينها في الأسواق كل ليلة تجوبها.

أختي الفاضلة! لو سألتيها كم تحفظين من كتاب الله؟ متى ختمت القرآن آخر مرة؟ هل صليت الفجر اليوم هل أمرت بالمعروف أو نهيت عن منكر؟ هل ذكرت الله عز وجل صباح مساء؟ لقالت لك: هاه هاه لا أدري!

من الذي فعل بنا كل هذا؟ إنهم دعاة تحرير المرأة، يريدونها كل يومٍ في يد رجل، كل يومٍ على عتبة باب.