للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رفقة العمل الصالح]

أختي الفاضلة! هذه الكلمات أرجو أن يرن صداها في عقلك وفي قلبك، فكري فيها مراراً وتكراراً/: الدنيا زائلة، والموت قريب، وسوف نخرج من هذه الدنيا عما قريب، انظري إلى من سبقك، إلى من غادرت هذه الحياة، إلى من فارقت الدنيا، ماذا أدخلت معها في قبرها، من سوف ينجيها عند الله؟ هل صاحبتها صاحبات السوء؛ أو عشيقها وحبيبها، أو غريمها؟ من الذي سوف ينجيها إلا عملها الصالح {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:٨٨ - ٨٩].

أتعصي الله وهو يراك جهراً وتنسى في غدٍ حقاً لقاه

وتخلو بالمعاصي وهو دانٍ إليك ولست تخشى من سطاه

وتنكر فعلها وله شهودٌ على الإنسان تكتب ما حواه

فويل العبد من صحفٍ وفيها مساويه إذا وافى مساه

ويا حزن المسيء لشؤم ذمٍ وبعد الحزن يكفيه جواه

ويندم حسرة من بعد فوتٍ ويبكي حيث لا ينجي بكاه

يعض يديه من أسفٍ وحزنٍ ويندم حسرة مما دهاه

فبادر بالمتاب وأنت حي لعلك أن تنال به رضاه

اللهم يا عظيم العفو، يا واسع المغفرة، يا قريب الرحمة، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أذقنا عفوك وغفرانك، واسلك بنا سبيل مرضاتك، وعاملنا بلطفك وإحسانك، واقطع عنا ما يبعد عن طاعتك، اللهم وثبت محبتك في قلوبنا، وقوها ويسر لنا ما يسرته لأوليائك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.