للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العوائق والمصائب وعدم الشعور بالتحدي]

أيها الإخوة: لا أدري ما السبب الذي أوصلنا إلى هذه الحال! أصبح الواحد منا لا هم له في الدنيا إلا أن يجلس مجالس، وينام ثم يستيقظ إلى الدوام، ثم يرجع من دوامه، فيزور فلاناً، ويجلس مع فلان، ثم تمر أيامه هكذا، لا أدري هل هي العوائق؟ هل هي المصائب؟ هل هي الفتن؟ {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:٢١٤].

لا أدري ما السبب! لعلك لا تشعر بالتحدي، لعلك لا تدري -يا عبد الله- أن اليهود والنصارى يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم.

لعلك نسيت أن اليهود والنصارى لن يرضوا حتى تتبع ملتهم.

لعلك لا تدري أو كأنك تناسيت أن أهل الكفر كلهم قد تجمعوا لحربنا، وتداعت الأمم علينا.

لعلك لا تدري -يا عبد الله- أو كأنك تتناسى أن أهل الباطل قد اجتمعوا على إخوانك، ويريدون سفك دمائهم، ويريدون قتلهم وإيقاف دعوتهم، وكأنك لا تشعر بهذا ولا ذاك.

كأنك لم تسمع بالدعاة يسجنون، ولا كيف يقتلون! ولا أن نساءهم تهتك أعراضهن وأنت جالس في البيت آمن؛ لا تريد أن تخرج من جيبك ديناراً، ولا تريد أن تقضي من وقتك ساعة في سبيل الله، ولا تريد أن تعرض وجهك للدعوة إلى الله، ولا تريد أن تقوم المقام الذي أمرك الله به فتأمر بالمعروف أو تنهى عن المنكر.