للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض مجالات الخير التي يمكن أن ترتادها النساء]

أختي الكريمة: إنها قصة من قصصٍ كثيرة يعيشها مجتمعنا وكثير من المجتمعات، من فتاة ضُحك عليها، وغُرر بها، وانقادت المسكينة مع الذئاب، حتى كانت نهايتها مأساة، إما في سجن، أو انتحار، أو فضيحة وعار، أو ضاعت بين الجدران، لا تدري من يخلصها من ذلك السجن.

أختي الكريمة: عليك بالعبادة والذكر وقراءة القرآن، ارجعي إلى الله جل وعلا هل فكرت يوماً من الأيام أن تختمي القرآن حفظاً، أو تختميه قراءة وتدبراً؟ إياك يا أختي الكريمة عن كل ما يلهيك عن الذكر والطاعة والقرآن والصلاة، الله عز وجل عندما اصطفى مريم عليها السلام قال لها: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران:٤٣].

إن بعض النساء في هذه الأزمان من الصباح إلى المساء همهمن المسلسلات والأفلام، والموضات، والأزياء، والتجول في الأسواق، والغناء، والطرب، هذا همهما وتلك حياتها، والله جل وعلا يقول: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح:٧ - ٨].

أختي الكريمة: هل فكرت يوماً من الأيام أن تكوني طالبة للعلم؟ وأن تحفظي القرآن؟ وأن تحفظي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وأن تقرئي من الفقه ومن التوحيد ومن التفسير شيئاً؟ هل فكرت في طلب العلم؟ إنها حياة جديدة أخرى بين الكتب في طلب العلم، والله جل وعلا يقول: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر:٩].

إن عائشة رضي الله عنها كانت تُضرب إليها أكباد الإبل؛ لأجل أن تسأل في دين الله عز وجل، كانت صغيرة في العمر لكنها كبيرة في القلب والعقل، كانت فقيهة، عالمة، عابدة، كان يسألها الرجال ويتفقه عندها المتفقهون لقد ضربت رضي الله عنها أروع الأمثلة في طلبها للعلم، فكم من حديث نقرؤه ونقول: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ...، وقد وردت أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف هذا؟ لأنها كانت طالبة للعلم، حافظة للأحاديث، وكانت في نفس الوقت داعية إلى الله، فهل فكرت في حياة الدعوة إلى الله؟ الله جل وعلا يقول: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة:٧١] اتركي هذه الحياة؛ حياة الغفلة واللهو والطرب، لتبدئي حياة الجد والالتزام، حياة الجد بطلب العلم والعبادة والدعوة إلى الله عز وجل.

أختي الفاضلة: إن من أنجح الدعوات في هذا الزمن دعوة النساء في صفوف النساء، وإنني أعلم بعض المجتمعات الإسلامية كنَّ النساء المحجبات فيهن قليلات، أما اليوم فإن الحجاب في أوساط النساء -بفضل الله جل وعلا- حجاب صحيح شرعي، فقد غطت المرأة كل جسدها، ونجد أن مصليات النساء تشتكي من الضيق ومن الزحام، بل طلبات تقدم إلى وزارات الأوقاف وإدارات المساجد لتوسعة مصليات النساء، وهناك مراكز للدعوة إلى الله خاصة بالنساء، وهناك حلقات تحفيظ للقرآن للنساء، وهناك مجالس علم للنساء، وهناك طالبات علم من النساء.

أختي الكريمة: هل فكرت في حياة الدعوة إلى الله؟ قوليها صريحة صادقة: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:١٠٨] وأول من تدعين إلى الله تعالى هم أولادك وبناتك وزوجك وأهل بيتك فيا أمة الله! هل بدأنا بالإصلاح؟

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق

هل سمعت بولد عمره سبع سنوات في هذا الزمن وفي هذا العصر حفظ القرآن كاملا؟! من حفظه؟! من علمه؟! هل سمعت بولد صغير صبي عمره ست سنوات حفظ القرآن كاملاً في هذا العصر وفي هذا الزمن؟ من أمه؟! إن أمه داعية إلى الله عز وجل، وأنا أعرف داعية إلى الله ابنها عمره سنتان وقد حفظته بعض قصار السور! عمره سنتان ووالله الذي لا إله غيره أنه يحفظ بعض قصار السور! هل حفظته الأم الأغاني؟ هل أجلسته أمام التلفاز؟ هل ضيعت وقته بالطرب؟ لا والله، لقد علمته الأدب والأخلاق الإسلامية، وحفظته كتاب الله جل وعلا وأعرف بعض الرجال ما عرف الصلاة إلا عن طريق زوجته، وما اهتدى إلى دين الله جل وعلا إلا عن طريق زوجته فكوني داعية إلى الله.

أيتها النساء: أكثرن من الصدقة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (معاشر النساء! تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار.

فقالت امرأة: لم ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير) أي الزوج فأكثري من الصدقة؛ فإن (الصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار) وأخرجي ولو من القليل الذي تملكين.