للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أبواب الجنة ومن يفتحها]

الجنة لها ثمانية أبواب، تصور أنك تنتظر دخولها وهي تتلألأ من بعيد، وريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً، لو ابتعدت عنها أربعين سنة شممت رائحتها.

الجنة من الذي يفتح له بابها؟ ثمانية أبواب بين مصراعي الباب مسيرة أربعين عاماً.

يخرج أفضل الناس وخير الخلق، سيد ولد آدم يوم القيامة محمد عليه الصلاة والسلام، فإذا به يأخذ حلقة من حلقات أبواب الجنة، فيقول الملك: من أنت؟ فيقول: أنا محمد، بكل أدب وتواضع عليه الصلاة والسلام، فيقول الملك: لك أمرت، لا أفتح لأحد قبلك.

فتصور أن الباب قد فتح، وتخيل أنك تنظر إلى ذلك الباب، وأنك تنتظر الإذن لتدخل إلى تلك الجنان يقول الإمام أحمد بن حنبل لما سُئل: متى يجد العبد طعم الراحة؟

العبد في الدنيا في أذى وهم وبلاء وفتن، وهو صابر على العبادة متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال الإمام أحمد: عند أول قدم يضعها في الجنة.

تخيل وأنت تسمع الملائكة تسلم على المؤمنين وهم يدخلون مع آبائهم، ومع أزواجهم وذرياتهم من صلح منهم، كل عائلة إذا كانت صالحة تدخل، كل واحد يقبض بيد الآخر، مع زوجاته، مع أحبابه، مع ذريته، مع آبائهم، يقبض أحدهم بيد الآخر {وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} [الرعد:٢٣] وتستقبلهم الملائكة عند الأبواب تقول: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} [الرعد:٢٤] على أي شيء صبروا؟ على صلاة الفجر، وعلى قيام الليل، صبروا على صيام التطوع، صبروا على ذكر الله، صبروا على قراءة القرآن {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:٢٤].