للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العدل والإنصاف في الكتاب والسنة]

عبد الله: أين أنت من هذا الخلق الذي لولاه ما قامت السماوات ولا استقرت الأرض؟! فهذا وصف اتصف الله به فكان من أعظم الأوصاف: (يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) إياك والظلم! أخوك صاحبك فلان من الناس داعية إلى الله طالب علم رجل مصلح زل زلة أو أخطأ خطأً، فلا تحملك الخصومة على أن تنشر خطأه بين الناس وتنسى محاسنة.

عبد الله: إياك إياك والظلم! واسمع لـ ابن القيم ماذا يقول:

وتحلَّ بالإنصاف أفخر حلة زينت بها الأعطاف والكتفان

تحلَّ بالإنصاف: أي: بالعدل، وهو أن تزن الناس بميزان العدل والقسط، تضع حسناتهم في كفة وسيئاتهم في كفة، ثم زنه يا عبد الله! وإياك أن تنظر بعين واحدة، وكن كقول القائل:

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع

إذا جاء بذنب تذكرت محاسنه، وهذا الخلق يؤدبنا به عليه الصلاة والسلام حتى مع الزوجات، قال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة) أي: لا يطلقها ولا يفارقها على خطأ واحد، قال: (إن كره منها خلقاً) إذا جاءت بسيئة أو بخطأ أو ساء خلقها، قال: (إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر) تأتي بحسنة فتهدم هذه السيئة.