للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاستعداد لشهر رمضان]

أيها الإخوة الكرام: نحن نعد العدة لاستقبال هذا الشهر، ونحن -أيها الإخوة الكرام- نتجهز لقدومه، منا من يتجهز بالطعام والشراب، وبالموائد والولائم، وبالسهرات، وبالرحلات، ومنا من يعد العدة ألا يخرج عليه هذا الشهر إلا وقد غفر الله له ذنوبه كلها، فمن أي الفريقين أنت؟ من الناس من يعد العدة لبرامج التلفاز، وأنا أقول هذه الكلمات وأرجو أن تصل للقائمين على الإعلام: أن يتقوا الله جل وعلا في المسلمين، أن يخافوا الله جل وعلا، ولعل واحداً منهم يسمعني، ولعل هذا الصوت يصل إلى أحدهم، أقول له: اتق الله جل وعلا، شهر رمضان شهر قرآن وذكر وقيام وصيام وعبادة للرحمن جل وعلا، لا شهر طرب ولهو وأفلام ومسلسلات، تقول لي: إذاً ماذا أفعل؟ أقول لك: تب إلى الله جل وعلا، تب مما جنيت وأنت حي، وارجع إلى ربك جل وعلا، واهجر ذلك العمل، واترك فإن الرزق عند الله جل وعلا، وأقول لهم: اتقوا الله جل وعلا، وحافظوا على دين الناس وعلى عبادة الناس، فكم من الناس من يجلس أمام التلفاز للأسف!

أقول لك: سل نفسك: هل تنتظر بفارغ الصبر تلك الليالي وهذه الأيام وهذه اللحظات للبكاء من خشية الله، أم تنتظر تلك السهرات والأفلام؟ {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم:٣٥ - ٣٦].

وفي نهاية الحديث أسال الله تبارك وتعالى أن يبلغني وإياكم هذا الشهر أيامه ولياليه، وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، هذا وصلِّ اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.