للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[احذر أن تموت على معصية]

عبد الله! لا تقل: لا أحد يراني، وسوف أفعلها وإن شاء الله أصلي الفجر وينتهي الأمر، وما يدريك أنك تدرك وقت الفجر؟ وما يدريك -يا عبد الله- أن الله سوف يؤخرك بالتوبة؟

اسمع -يا عبد الله- إلى حالك بعد أن تموت، وبعد أن تخرج الروح!

فلو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حيٍ

ولكنا إذا متنا بعثنا ونُسأل بعدها عن كل شيء

نعم.

ترى جسداً لا حراك فيه، ولكن الروح اسمع ما الذي سوف يحدث لها؟ من الذي يدفنه؟ إنه أحب الناس إليه، بل أقربهم إليه من يسرع في دفنه، ومن يسرع في حثو التراب على وجهه، بل يتقرب الناس بدفنك في التراب، ثم بعد دقائق لا أحد يمكث على قبرك، وبعدها بلحظات نُسيت يا عبد الله! زوجتك بعد أيام أو بعد شهور تتزوج غيرك، وأولادك لا يسألون إلا عن الميراث، وأبوك رضى بقدر الله، هي الدنيا لقد جرب غيرها من المصائب، نسيك بعد أيام، أتظن -يا عبد الله- أنهم سوف يعكفون على قبرك يؤنسونك ويلاطفونك ويحادثونك؟! لا يا عبد الله، اسمع ما الذي سوف يجري عليك؟ وما الذي سوف يحدث لك؟ اسمع إن كنت غافلاً أو لاهياً؛ صاداً عن ذكر الله.

ذنوبك يا مغرور تحصى وتحسبُ وتجمع في لوحٍ حفيظٍ وتكتبُ

وقلبك في سهوٍ ولهوٍ وغفلة وأنت على الدنيا حريصٌ معذبُ

تباهي بجمع المال من غير حله وتسعى حثيثاً في المعاصي وتذنبُ

أما تذكر الموت المفاجيك في غدٍ أما أنت من بعد السلامة تعطبُ

أما تذكر القبر الوحيش ولحده به الجسم من بعد العمارة يخربُ

لعلك الليلة تدخله، لعلك لن ترى شمس الغد، لعلك -يا عبد الله- لن ترجع إلى البيت الآن، لعل هذه الكلمات الأخيرة التي تسمعها الآن، ما يدريك؟ لعل الملك الآن يطرق هذه الغرفة.