للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الدراسة للنساء]

السؤال

يريد والداي أن يدرسا أختي -لعله يقصد جامعة أو نحو ذلك- وبعد ذلك يوظفانها، وأنا أعترض على ذلك، مع العلم أني خائف من كلامي وجدالي معهم؛ لأني لا أريد أن أغضبهم، فماذا أفعل؟

الجواب

هذا الكلام يحتاج إلى تفصيل:

فإن كانت الدراسة لا بأس بها، مثل: الثانوية المدارس ليس فيها منكر، وهذه الطالبة عندما تخرج متحجبة وملتزمة بدينها فإن شاء الله لا حرج؛ لأنه من بر الوالدين إذا كان في الدراسة خير.

أما العمل: فكل بحسبه: فإن كان العمل الذي سوف تدخل فيه شر وفسادً أو يؤدي إلى ما هو منكر محرم مثل: اختلاط بعض الموظفات في بعض اللجان، أو مقابلتهن لبعض المراجعين من الرجال، أو خروجهن من بيوتهن بغير إذن، أو تبرجهن في بعض الأماكن، أو غيرها من الأمور؛ إذا كانت وظيفتها تؤدي إلى منكر، فَسَدُّ الذرائع بعدم توظيفها.

والله والله بالنصيحة، انصح أختك، انصح والديك، فكم من الرجال اليوم يبكي الدم لأنه فرط في ابنته وعرضه.

كم من الرجال اليوم عندما يُتَّصل عليه ويقال له: قبضنا على ابنتك أو أختك في الشقة أو في ذلك المكان تسود الدنيا في وجهه، تَخَيَّلْ كيف يعيش على وجه الأرض! أم كيف يخفي رأسه! أم كيف يجلس مع الناس!

والله أيها الإخوة الكرام هذا الرجل الموت خير له من الحياة، وباطن الأرض خير له من ظاهرها لو سمع يوماً من الأيام أن ابنته قبض عليها مع فلان الفلاني.

بل نعلم أن بعض المصلين الغافلين مَن يترك ابنته ليس فقط تذهب للدوام والعمل، بل تذهب في بعض الكليات المختلطة من الصباح إلى آخر الليل، ومع مَن تذهب؟! لا يدري، مع مَن ترجع؟! لا يدري، أين تذهب هناك؟! لا يدري!

وأخبرني بعض شهود العيان، يقول: ينزلها أباها من السيارة عند الكلية ويذهب، ثم تركب مع واحد آخر.

وهذه أحاديث منتشرة وأخبار كثيرة.

أنت الآن أيها الأخ الكريم في مجتمع فيه شهوات، والبنت فيها شهوة، أما أنك تترك الحبل على الغارب وتترك الأمور هكذا ثقةً ببنتك فلا، وليست هذه ثقة بل هي غفلة أيها الإخوة.

هذه البنت الشابة التي رؤيت في إحدى المزارع عندما قُبِض عليها في الليل مع فتيات وشباب في منطقة قريبة عندنا، وأخبرني الضابط الذي كان يحقق في الأمر قال: سألناها: كيف خرجتِ من البيت؟ قالت: إن والدي يظنان أنني من أفضل النساء التزاماً وعفة وشرفاً.

يعني: كيف خرجتِ؟! قالت: قلت لهم: سوف أذهب إلى عرس لإحدى صديقاتي، وإذا بها تضحك على والديها، وتذهب إلى مكان آخر.

والله لا لوم عليها، ولكن اللوم الأكبر على والدها الغافل، وعلى أخيها الساذج.

تخرج البنت إلى عرس إلى آخر الليل، مع من؟! لوحدها؟! مصيبة! وماذا تلبس؟! المصيبة أعظم!

بعض الناس -للأسف- كما سمعنا عن بعض الرجال، وما أدري هل بقي شيء من رجولتهم؟! يسمح لبنته أن تسافر إلى بلاد أخرى غربية كافرة بدون محرم بحجة الدراسة، ويقول: هذه مهنة شريفة، وهن نساء شريفات، تذهب لتدرس هناك، وأنا أعرف بنتي، وأنا واثق منها، لن تفعل شيئاً -إن شاء الله- ولن يصيبها شيء، الله أكبر! وهل بنتك أشرف من الصحابيات؟! قال: (يا رسول الله! إني كنت أريد أن أذهب معك في غزو كذا وكذا، وزوجتي ذهبت حَاجَّةً، وليس معها محرم، قال: اذهب فحج معها) اترك الجهاد، اذهب فحج معها، وهل تأمَنْ عليها أكثر من الصحابيات؟!

انتبه! الأمر خطير، والمرأة إذا خرجت استشرفها الشيطان، فاحرص على حجابها وسترها، وإن كان ستراً لك.

فالله الله بالنصيحة، والله الله بالإكثار منها والانتباه لهذه الأمور، وليس عليك إلا التذكير، فهي مسئولية الوالد، ولعل الله عز وجل أن ينفع بنصيحتك ودعائك.