للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذهاب الغيرة من القلب وذهاب الحياء]

من عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: أنها تذهب من القلب الغيرة، وإلا فكيف يوافق الزوج أن تسير زوجته معه وهي متبرجة متهتكة، كاسية عارية، كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي، ذهبت الغيرة من الرجال عباد الله، وقوة الغيرة تدل على قوة الإيمان.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتعجبون من غيرة سعد، لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) فالرجل الذي يرضى لزوجته أو لابنته أو لاخته أن تخرج متبرجة متهتكة لا إيمان له؛ لذهاب الغيرة من قلبه، مسخت الشخصية الإسلامية عباد الله، صار الناس -عباد الله- لا يتعززون، قد يكون العبد ليس عنده دين، ولكن عنده شهامة ورجولة ومروءة، ولكن أن يكون المسلم لا دين له ولا شهامة ولا مروءة له ولا غيرة عنده، فكل ذلك من مكر الليل والنهار، من أجهزة استقبال البث المباشر، من التفرج على الأزياء الغربية العاتمة التي ضاعت فيها هذه المعاني، فلا معنى للعبرات ولا معنى للحرمات، وليس هناك شيء عند الغرب يسمى الحياء، وليس هناك شيء يسمى الغيرة، وللأسف كل ذلك -عباد الله- يبث في بلاد المسلمين، ويروج له ويعلمه الناس على شاشات التلفاز، وعلى أجهزة استقبال البث المباشر، وعلى شبكة الإنترنت، وغير ذلك من الأجهزة الحديثة التي توجه كلها لهدم الإسلام، والله غالب على أمره.

ومن ذلك عباد الله: ذهاب الحياء، (والحياء خير كله) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت).

ذهب حياء النساء وذهبت غيرة الرجال بسبب الذنوب والمعاصي، فاختلط الأمر عباد الله، واختلط الحابل بالنابل، فلا غيرة عند الرجال، ولا حياء عند النساء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.