للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من صفات المؤمنين الإشفاق من الله وعدم الركون إلى أعمالهم الصالحة]

قال عز وجل واصفاً أهل الجنة: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور:٢٥ - ٢٧].

فبين عز وجل أن من صفات أهل الجنة أنهم كانوا في الدنيا مشفقين، أي: خائفين وجلين من الله عز وجل، فالخوف: هو الذي يكف الجوارح عن معصية الله عز وجل ويقيدها بطاعته عز وجل، والذي يقود العباد إلى طاعة الله عز وجل، والدابة لا بد لها من سوط يكفها عن موارد الهلكة، ومن زمام يقودها إلى ما يريده العبد منها، وهما الخوف والرجاء -عباد الله! -.

وقال عز وجل واصفاً عباد الرحمن: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان:٦٣ - ٦٦].

وقال عز وجل واصفاً المؤمن: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [الزمر:٩].

اللهم اهدنا فيمن هديت، وتولنا فيمن توليت، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فكده يا رب العالمين! ورد كيده إلى نحره، واجعل تدبيره في تدميره، واشغله بنفسه، واجعل الدائرة تدور عليه.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأعل راية الحق والدين، اللهم كن مع المستضعفين من المؤمنين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم إنهم جوعى فأطعمهم، وعراة فاكسهم، وضعفاء فقوهم يا رب العالمين! اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا قوي يا متين! اللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.

اللهم عليك بالصرب الغاصبين المعتدين، اللهم أنزل عليهم رجزك وغضبك وعذابك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم إنهم لا يعجزونك يا رب العالمين! اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.

اللهم عليك باليهود الغاصبين يا رب العالمين! اللهم دمرهم تدميراً والعنهم لعناً كبيراً.

اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم أصلح شيوخ المسلمين، اللهم أصلح شيوخ المسلمين.