للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقفات مع حال الزوجة الغربية]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين! أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه، وإن من التقوى حسن معاشرة الأزواج، والقيام بحقهن، وإعزازهن، وإكرامهن؛ لأن في ذلك أثراً في تربية الأبناء من بعد، وأقف وقفة مع قليل من بعض صور الحضارة الغربية المظلمة في هذا الشأن الذي يطعنون فيه على الإسلام، أو يدعون فيه وجود النقص في تشريعات الإسلام.

وقفات مع حال الزوجة وقضية الضرب أو التسلط من الرجال على النساء.

بحث أعد في جامعة كاليفورنيا الجنوبية في أمريكا في أوساط الطلبة الذين يمثلون النخبة المثقفة الجامعية، تقول هذه الدراسة: إن (٧٩%) من الرجال يضربون النساء وخاصة الزوجات منهن.

وفي دراسة أخرى فحصت ألفاً وثلاثمائة وستين سجلاً من سجلات النساء في المستشفيات قال صاحب الدراسة في أمريكا: إن ضرب النساء ربما كان أكثر الأسباب شيوعاً للجروح التي تصاب بها النساء.

أما إحدى الباحثات واسمها آن فلت كرفت تقول: إن ضرب النساء هو إحدى حقائق المجتمع الأمريكي، ومشكلة اجتماعية واسعة الانتشار.

ومن ثم وجدت عندهم المنظمات لصد العنف عن المرأة، ونحن لا نحتاج إلى هذا؛ لأنه ليس عندنا مثلما عندهم.

وهناك منظمة اسمها: منظمة الائتلاف الوطني ضد العنف المنزلي، ومقرها واشنطن عاصمة أمريكا، تقول المنسقة في هذه المنظمة: الرجال يضربون نساءهم في سائر أنحاء الولايات المتحدة؛ مما يؤدي إلى دخول العشرات من الآلاف منهن إلى المستشفيات، وقارنوا مع ضرب السواك والمنديل الملفوف والتهديد الذي ذكرناه في تشريع الإسلام.

وتقول عندما سئلت عن حجم هذه الضربات وتأثيراتها: إنها تتراوح ما بين اللكمات حول العينين، والكسور، والحروق، والجروح، والطعن بالسكاكين، وجروح الطلقات النارية، وضربات أخرى بالكراسي والسكاكين والقضبان المحماة.

هذه هي المرأة في حضارة الغرب اليوم! وهذا هو الرجل المتحضر الأنيق الذي يلبس من الثياب ويأتي من الكلمات ما يتأثر به بعض أبناء المسلمين.

ثم تقول في تقديراتها الإحصائية من خلال منظمتها الائتلافية الوطنية ضد العنف المنزلي: إننا نقدر عدد النساء اللائي يضربن في أمريكا كل عام بستة ملايين امرأة، وقد عقد في امستردام ندوة شارك فيها ممثلون من إحدى عشرة دولة في أوروبا وأمريكا عنوانها: إساءة معاملة المرأة في العالم أجمع.

ثم في دول أوروبا، وليس الحال ببعيد عن هذا، بل هو مماثل وأكثر في بعض الأحوال، فهذه فرنسا تشكو من هذه الظاهرة، وتعطي إحصاءاتها التي تصدر عن مراكزها ومراكز بحوث دراساتها تقول: إن هناك مليوني امرأة يضربن في العام الواحد.

وتقول أمينة سر الدولة الفرنسية لحقوق المرأة التي تعتبر بمثابة وزارة لرعاية حقوق المرأة: حتى الحيوانات تعامل أحياناً أحسن من النساء، فلو أن رجلاً ضرب كلباً في الشارع فسيتقدم شخص ما بشكوى إلى جمعيات الرفق بالحيوان، ولكن إذا ضرب رجل زوجته فلن يتحرك أحد.

وتأتي هناك إحصاءات، وأرقام أخرى، وأمور كثيرة فيها صور من هذا الاضطراب والاختلال الذي يقع في غياب التشريع الإسلامي، وفي غياب الأمر بحسن العشرة، وفي غياب الأمر ببر الأم، وفي غياب الأمر بحسن الصلة مع الزوجة إلى غير ذلك مما هو مذكور في شرع الله سبحانه وتعالى.

ولسنا بصدد أن نذكر ونسرد الكثير في هذا، وحسبنا أن نقول: إن هذه أمثلة تبرز بعض الحقائق وما خفي كان أعظم، والذي يطالع ما تنشره صحفهم، وما تخرج به مراكز أبحاثهم يرى العجب العجاب في هذا الشأن وفي غيره من الشئون.