للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاعتبار بالاختبار للمسارعة إلى الخيرات]

الذي نريد أن نخرج به مما سبق أن المسألة المهمة في نجاح كل أمر: هي المبادرة إلى إنجازه، والإتقان في أدائه، والحرص على تحصيله في وقته قبل فوات أوانه.

والمسارعة إلى الخيرات درس عملي نستفيده من موسم الاختبارات، ألسنا في هذا الموسم -كما قلنا- نقدم كل شيء يتعلق بهذه الاختبارات، ونعطيه الأولوية، ونصرف فيه الطاقة، ونفرغ له الوقت، ونهيء له الأسباب، ونقطع عنه الشواغل؟! لأنا نريد النتيجة الأفضل والأكمل، فأين نحن من هذا في واقع حياتنا؟! لأن الحياة والعمر كله موسم اختبارات، وختامه انتهاء الحياة، ونتيجته يوم تتطاير الصحف، فآخذٌ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله من وراء ظهره.

فالمسارعة إلى الخيرات هي أعظم أسباب النجاح في الاختبارات المسارعة إلى الخيرات هي المبادرة إلى الطاعات والسبق إليها، والإقبال على أدائها دون إبطاء أو إرجاء، هل يؤجل اليوم أحد الطلاب مذاكرة اختبار الغد، ويقول: لا بأس أن أقرأ وأن أراجع في وقت لاحق؟! كلا؛ لأنه لا بد منه في هذا الوقت، وقد ضاق الزمن، وتحدد أن تكون هناك المبادرة.

ولئن كان موعد الاختبار محدداً بيوم وتاريخ، فإن موعد اختبار كل واحد منا ليس له ذلك التحديد، فيمكن أن يكون غداً، ويمكن أن يكون اليوم، ويمكن أن يكون بعد عام، أو بعد عامين! فمتى يأتي الأجل؟ ومتى يخرج الإنسان من دنياه ليستقبل أخراه، ويبدأها بالسؤال في قبره، ومن بعد ذلك بين يدي ربه؟