للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العلاقات بين المدرس وطلابه خارج الفصل]

الأمر الثامن: العلاقات خارج إطار الفصل.

أي: مع الطلاب، وكما قلت: الموضوع متشعب، فقد يكون هناك جانب للعلاقة بين المدرسين مع بعضهم، ومع الإدارة، ومع المنهج، وأشياء أخرى كثيرة، لكني اخترت ما أرى أنه يصلح أن يكون أمراً عاماً كلياً.

والعلاقات مع الطلاب خارج الفصل تشمل أموراً كثيرة، منها العلاقات من خلال الأنشطة، وهذه الأنشطة الطلابية هي أصلاً أمور مقررة نظاماً، لكنها أحياناً تكون بمثابة الحبر على الورق، وأحياناً عندما تنفذ تكون بمثابة الصورة الشكلية، فالمطلوب من المدرسة أن يكون عندها جمعية دينية وجمعية كشفية وجمعية علمية، والمدير مكلف بهذا، وذلك بأن يصدر قراراً، والمدرس هو المسئول الثاني عنها، حيث إنه مكلف بذلك؛ إذ كيف يصدر قرار باختيار مجموعة من الطلاب ويمضي الأمر دون أن يكون هناك أي فائدة لا للمدرس ولا للطلاب؟! وهكذا غير النشاط لابد من علاقة شخصية يمد فيها المعلم جسوراً بينه وبين طلابه ليحقق محبتهم له وارتباطهم به واتباعهم له وتأثرهم بتوجيهاته، بمعنى: أن يعتبر أن طلابه مدعوون يمارس معهم الدعوة والوعظ والإرشاد والإعانة وحلول المشكلات، وهذا أمر مهم للطلاب وللمدرس نفسه، وقد يظن بعض المدرسين أن هذا عبئاً على عبء، ويرى بعض المدرسين أنه إذا كلف بنشاط كأنما ألقيت فوقه صخرة مع الصخور التي يحملها، مع أنه لو نظر نظرة أخرى لرأى هذا تجديداً وتنفيساً وتغييراً للنمط الذي يحيط به في أثناء التعليم أو مهنة التعليم وحدها.

فأقول: مهمة الأنشطة يتحرر فيها الطلاب من الهيبة التي قد تكون أحياناً متكلفة بين الطالب ومعلمه في الفصل، فيتحرر منها الطلاب من إطار المنهج والتدريس، ويتحرر منها الطلاب من الخوف من خصم الدرجات، ومن الخوف من الاختبارات، فيبدون مشاعرهم، وتستطيع أن تكتشف ما عندهم، ثم تستطيع أن تمارس ما ذكرته من مهمتك ورسالتك في الشطر الأول من هذا الحديث الذي فيه منزلتك ومهمتك في هذه العملية التعليمية، وكذلك العلاقات الشخصية من أبوابها هذه الأنشطة الطلابية، وهي أمر مهم كما أشرت إليه.