للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية البذل والإنفاق في سبيل الله عز وجل]

جاء عند الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم قال: (البخيل بعيد من الجنة بعيد من الناس)؛ لأن الجنة تحتاج إلى بذل، وتحتاج إلى أن يدفع الثمن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)، فلا تنال بالقليل، بل لابد من الكثير، ولا تنال بالتقصير، بل لابد من الحرص على التسديد والمقاربة، كما أخبر عليه الصلاة والسلام، فلذا لابد أن نعود أنفسنا على البذل والإنفاق في سبيل الله عز وجل، والعطاء بكل صوره وأشكاله، بذلاً من سماحة النفوس، وبذلاً من الأخلاق التي يتعودها المسلم، وبذلاً من وقتك، وبذلاً من جهدك، وبذلاً من دعوتك، وبذلاً من علمك، وبذلاً من نفسك بكل ما تستطيع في مرضاة الله سبحانه وتعالى.

فأسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من الباذلين المنفقين، وأن يجعلنا من العاملين لنصرة دين الله عز وجل، والمخلصين له سبحانه وتعالى، والداعين إلى دينه، والمجاهدين في سبيله.

نسألك اللهم أن تردنا إلى دينك رداً جميلاً.

اللهم خذ بنواصينا إلى طريق الحق والسداد، وألهمنا الرشد والصواب، ووفقنا لما تحب وترضى، واصرف عنا ما لا تحب وترضى، وثبت أقدامنا، وأحسن ختامنا، واجعل عاقبتنا خيراً من عاجلتنا برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعلنا من ورثة جنة النعيم، واقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم زد إيماننا، وعظم يقيننا، اللهم ضاعف حسناتنا، وارفع درجاتنا، اللهم امح سيئاتنا، وأقل عثراتنا يا أرحم الراحمين! يا أكرم الأكرمين! يا رب العالمين! اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويأمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.

اللهم مكن في الأمة لأهل الخير والرشاد، واقمع أهل الزيغ والفساد.

اللهم أعل بفضلك كلمة الحق والدين، ونكس رايات الكفرة والمشركين.

اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل دائرة السوء عليه، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء! يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء! اللهم عليك بسائر أعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم لا ترفع لهم راية، واجعلهم لمن خلفهم آية، اللهم نكس راياتهم، وأذل أعناقهم، وسود وجوههم، واستأصل شأفتهم، ودمر قوتهم، وفرق كلمتهم يا قوي يا عزيز! يا منتقم يا جبار! يا من أمره بين الكاف والنون! اللهم إنا نسألك اللطف والرحمة لعبادك المؤمنين المضطهدين والمعذبين، والأسرى والمسجونين والمشردين والمبعدين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم إنا نسألك أن تفرج عن إخواننا في البوسنة وفي الشيشان وفي كل مكان يا رب العالمين! اللهم عجل فرجهم، ونفس كربهم، وقرب نصرهم، وادحر عدوهم يا رب العالمين! اللهم إنا نسألك أن تجعل الدائرة على أعدائهم، اللهم اجعل عدوان الأعداء رداً في نحورهم، اللهم واجعل عدوانهم تدميراً لقوتهم، وتقويضاً لدولتهم، وتفريقاً لكلمتهم يا من أمره بين الكاف والنون! اللهم إنا نسألك أن تجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم إنا نسألك أن تزيل عنا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين! اللهم وفق ولاتنا لهداك، واجعل عملهم في رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين! عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله؛ استجابة لأمر الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦] وترضوا على الصحابة الكرام، وأخص منهم بالذكر ذوي القدر العلي والمقام الجلي: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وعلى سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين! والحمد لله رب العالمين.