للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المراكز الصيفية]

المراكز الصيفية التي تتبناها جهات فطنت لأهميتها ولضم الشباب إليها، وشغلهم بالنافع المفيد، ومن ذلك جامعة الإمام محمد بن سعود ووزارة المعارف، والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، هذه المؤسسات تقيم مثل هذه المراكز لتكون مجالاً للانتفاع واستثمار الأوقات وحصول كثير من المنافع والفوائد، ومنها: الأولى: حفظ الأوقات من الضياع، أقل ما يمكن أن يعان به الإنسان في مثل هذه المراكز أن يحفظ وقته من الضياع في المحرمات أو في التوافه والسخافات.

الثانية: الحفظ من الوقوع في المخالفات؛ لأن الإنسان إن كان في جانب من ميادين الخير، فإنه يغلب على الظن أن تشغله الطاعة عن المعصية بإذن الله جل وعلا.

الثالثة: توفير الأجواء الإسلامية التي تعين الشاب على الخير وتربيه على الأخوة، فهي تهذب نفسه، تقوم أخلاقه، تصحح تصوراته؛ لأن الإنسان لا يكفيه الكلام، حتى إذا عاش في جو مناسب تجسدت أمامه صور الأخوة، ورأى أمثلة العلم ورأى قدوات المسابقة إلى الخير، ورأى نماذج الحرص على أمور الطاعات، فإن هذا يكون مانعاً من المفاسد التي تحدث عندما يعيش أو يسافر إلى بيئة غربية أجنبية كفرية، كذلك يعكس الأثر عندما يعيش في بيئة إسلامية طيبة، وفي أجواء تحث على الخير وتعين عليه.

الرابعة: الإفادة العلمية، فإن مثل هذه المراكز تشتمل على دروس علمية ومحاضرات ثقافية ومسابقات فيها إعداد لبحوث أو تلخيص لكتب نافعة أو نحو ذلك، إضافة إلى حفظ القرآن الكريم، وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، فإن هذا لا يستطيع في غالب الأحوال أن يقوم به المرء بنفسه؛ لأنه يعجز ويكسل، وأحياناً بعض الأعمال بطبيعتها تحتاج إلى الاشتراك، فإن العلم يحتاج إلى من يعلمه حتى يستمع، وهناك أيضاً بعض الأعمال تحتاج إلى المنافسة والحماس، حتى ينبعث إليها وتقوى همته وعزيمته عليها، وهذا جانب مهم أيضاً.

الخامسة: اكتساب الخبرات وتنمية المهارات، فإنه إلى جانب هذا العلم وإلى جانب الفائدة العلمية فهناك ممارسات وفوائد تقدمها كثير من أنشطة هذه المراكز، سواء من التدريب على بعض المهارات والأعمال كمعرفة (الكمبيوتر)، أو الضرب على الآلة الكاتبة، أو تعلم الخطابة، أو تعلم أسلوب الكتابة، أو التربية البدنية أو نحو ذلك من البرامج المختلفة، فإنها تفيد كثيراً في مثل هذا الجانب.

السادسة: التعرف على الجديد النافع، من خلال الزيارة لبعض المؤسسات العلمية والثقافية، أو بعض المنشآت الصناعية والحضارية، وهذا يربط الإنسان وينفعه ويفيده، ولذلك فالحديث عما يتصل بمثل هذه المراكز لا يحتاج إلى تطويل؛ لأن واقعها يشهد بكثير من الخير الذي فيها، ولذلك ينبغي أن يتبنى الآباء تشجيع أبنائهم، ولا بد أن يتبنى الأبناء والشباب ترغيب إخوانهم، ولا بد أن تكون قنوات الإعلام مشجعة عليها ودافعة إليها؛ لما تتضمنه من الخير وتدرأ من المفسدة، ولما تحصل من عوائد ومنافع حتى على البلاد وعلى الطلبة، وعلى المؤسسات التي تقوي وضعها ودورها في المجتمع وتزيد من نشر خيرها، فالجمعيات الخيرية للتحفيظ عندما يأتيها الطلاب يرتبطون بعد ذلك بحفظ القرآن، وجامعة الإمام عندما يأتيها الطلاب يرتبطون بعد ذلك بمعاهدها العلمية وكلياتها الشرعية، وغير ذلك من الفوائد، فلا بد أن تتضافر الجهود لدعم مثل هذا العمل.