للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صور من مآسي المسلمين في الهند]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين! أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون! فأوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله؛ فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه، وإن من أعظم التقوى نصرة المسلم، والله سبحانه وتعالى قال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:١٠]، وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، وكلهم مظلومون بهذه المؤامرات والمؤتمرات والكيد والحروب.

وكذلك يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن واجب المسلمين، ويصفهم بأنهم (تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم)، والله جل وعلا يقول: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:٩٢]، فلا بد أن يستشعر المسلم وحدته مع إخوانه، والقضية ليست قضية إنسانية فحسب، بل هي قضية إسلامية، ولذا أواصل استكمال الصورة ليس في الصومال، وإنما في مناطق أخرى بإيجاز شديد؛ لأبين أن القضية هنا وهناك في آسيا وفي أوروبا وفي أفريقيا وفي أماكن أخرى إنما هي قوة ومؤامرة بصورة أو بأخرى، هدفها: القضاء على الإسلام، والقضاء على المسلمين، وإخراج المسلمين من دينهم.

وإليكم هذا الخبر الذي يقض مضاجع المؤمنين فيما وقع على إخواننا المسلمين في الهند: نشرت التقارير في أوائل هذا الشهر الميلادي نقلاً عن صحيفة هندية شهيرة تتبع للهندوس ذكرت فيها: أنه خلال نحو عامين تم ارتداد خمسين ألف مسلم، ودخلوا في الديانة الهندوسية.

وأشارت تقارير الجماعة الإسلامية في باكستان أن هذا العدد ليس صحيحاً، وأن العدد الصحيح يتراوح ما بين مائتي ألف إلى ثلاثمائة ألف من الذين تركوا الإسلام ودخلوا في الهندوسية، فهل كان ذلك باختيارهم؟! كان ذلك بالعنف والإجبار والإكراه وبالقوة والسلاح، وكان ذلك بالتضييق والتجويع، وكان ذلك بإحراق المنازل ومحاصرة التعليم، وكان ذلك بكل ضروب العسف والقهر والعدوان، وكان ذلك على فئة من المسلمين، حيث قالوا: ينبغي أن يرجعوا إلى الهندوسية؛ لأن أجدادهم كانوا من الهندوس، وبعض أولئك دخلوا في الإسلام في أوائل الثمانينات، ثم أجبروا في هذه الولايات قهراً وقسراً على أن يتركوا دينهم، وأن يدخلوا في الهندوسية! وتقول مجلة الإصلاح التي نشرت الخبر مفصلاً: المهم أن الخطر ليس على المسلمين بالاسم، بل هي بداية وانطلاقة لمأساة هدفها القضاء على إسلام المسلمين الهنود الذين يشكلون أكبر عدد من المسلمين في دولة واحدة بعد أندونيسيا، ومعلوم أن عدد المسلمين في الهند يبلغ عشرين ومائة مليون مسلم، يعادلون عدد المسلمين في الدول العربية جمعاء، ومع ذلك يمارس ضدهم هذا الاضطهاد، ويلجئون إلى الارتداد، وليس هناك من ملب ولا مجيب.