للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعبئة المجتمع اليهودي على الحرب والدماء]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.

أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه.

وهناك صورة أخرى نحتاج إلى معرفتها، وهي صورة التربية والتعبئة في داخل المجتمع اليهودي، إن الذي يمسك هؤلاء المفترقين، وهؤلاء المتفاوتين طبقياً، وهؤلاء المخمورين والمخدرين، إن الذي يجمعهم ويبث فيهم شيئاً من التماسك والقوة؛ هو التربية الدينية اليهودية العدائية، والتعبئة النفسية الحربية العسكرية.

إن هذه الدولة كلها دولة حرب، ونحن نسمع في كل الدنيا عن وزارات للدفاع، لكن في إسرائيل يسمونها وزارة الحرب؛ لأن الحرب والدموية والعدوان والإرهاب أمر يدرس للأبناء والصغار في المدارس من المراحل الأولى، بل ويدعمه كثير من العوامل: أولها: العامل الديني التوراتي، فالتوراة تبين أن غير اليهود ليست لهم حرمة، وقتلهم يعد قربة، وأنهم كلاب لليهود، وأنهم يسخرون لشعب الله المختار، وليس هذا ادعاء، بل هو نص توراتهم وتلمودهم، وقول أحبارهم ومعاصريهم اليوم، وقريباً سمعنا تصريحات الحاخام الشهيرة عندما قال: يجب أن تقتلوا العرب جميعاً، صغيرهم وكبيرهم! وهذه التعبئة موجودة في توراتهم المحرفة، فقصة موسى عليه السلام التي ذكرها الله لنا في القرآن لما رأى رجلاً من قومه، وكان ذلك قبل نبوته، فوكزه موسى فقضى عليه، ولم يكن يقصد ذلك؛ يوردها اليهود على أن هذا فعل عظيم من أعظم أنبيائهم، وأنه إذا استطاع اليهودي أن يقتل غير اليهودي فهو واجب عليه، ويكون بذلك مقتدياً بموسى عليه السلام عياذاً بالله! والله عز وجل قد أخبرنا في القرآن أن موسى عليه السلام ندم على ذلك، واستغفر ربه، وأن ذلك قبل نبوته، ولكنهم يزورون ويحرفون؛ ليجعلوا كل يهودي مشبعاً بروح الدم والقتل والإرهاب، ونرى ذلك في مناهج المدارس، بل نجده كذلك في كل الصور المختلفة الإعلامي منها وغير الإعلامي.

أحد كبار مجرميهم وزعمائهم السابقين ألف كتاباً يخبر فيه عن أفكاره ومعتقداته ونظراته ومواقفه، فيقول: تعلمت من أبي: أننا نحن اليهود لا بد أن نعود إلى أرض فلسطين كل فلسطين، وبكل حزم؛ ولذا لقد كنا مقتنعين بالشرعية المطلقة لكل أعمالنا اللاشرعية! أي: شرعيتهم هم، فهذا القتل الذي يعد بكل المقاييس ليس شرعياً، هم يرونه شرعياً وعبادة وتقرباً بسبب هذه العقائد المزيفة المحرفة، ثم يقول: كتبت هذا الكتاب لغير اليهود أيضاً؛ خوفاً من أن يكونوا قد نسوا أنه من الدمار والنار والدموع والرماد قد خلق صنف جديد من البشر لم يعرفهم العالم وهو: اليهودي المحارب، ثم يستشهد بقول المفكر الشهير الذي قال: أنا أفكر فأنا موجود، قال: وأنا أقول: أنا أحارب فأنا موجود، وكن أخي وإلا قتلتك! هذه عقيدتهم التي ينشرونها، وهذا إعلامهم الذي يكرسونه لها، وهذه عنصريتهم التي يقررونها؛ ولذلك نجد أن هذا أمر يبث في كل وسائل إعلامهم، ويدرس في مدارسهم، ويكرس في آليتهم العسكرية والحربية، فكل يهودي لا بد أن يكون جندياً محارباً، ذكراناً وإناثاً، فالكل عليهم التجنيد الإجباري إلا قلة من كبار السن، فكلهم مسجلون احتياطيون في الجيش، فالمجتمع كله جيش محارب، وهذا أمر واضح، ولذلك يشغلون مجتمعهم كله، ويدفعونه نحو المواجهة الذهنية؛ لكي ينشغل بهذا الأمر، فيكون عنده ذلك الانحراف الخلقي الذي يمتد إلى أقصى مدى في رذائل اليهود، ويكون عنده ذلك الاندفاع الإجرامي الذي يمتد إلى أقصى مدى أيضاً في مواجهة من يسمونهم أعداءهم؛ ولذلك قال قائلهم في بعض البحوث: إن التعليم في إسرائيل هو مجرد تعبئة روحية لإعداد الجنود ليوم الحرب، ويتضمن مهد التاريخ، ويتضمن تاريخ الحركة الصهيونية، وتمديد الجيش اليهودي، ودراسة التوراة، وكل ما من شأنه أن ينمي في نفوس الناشئة الروح العسكرية.

ولا أريد أن أطيل، ولكن انظروا ما الذي يكون في الجانب المقابل في كثير من بلاد العرب والمسلمين، بينما نرى عقيدة اليهود عندهم في جوانب شتى، وفي نواحي عديدة، وأصبح العنف -كما يقول أحد باحثيهم- جزءاً من مكونات حياة اليهود، وأسلوب معيشتهم؛ ولذا تقول أكبر صحفهم: إن مجتمعنا يؤمن بأن الحق للقوة، وهذا ما جعل العنف في نظر الشباب أفضل رد على جميع المشكلات.

هذا التوجه هو الذي يحفزهم ويدعمهم، إلا أن الله جل وعلا قد أخبرنا عن حقائق خور نفوسهم، ورعب قلوبهم، وضلال عقولهم، وانحراف أخلاقهم، وهذا كله مما نراه، والمسلمون الصادقون، والمؤمنون الأخيار، والمجتمع المسلم الحقيقي لم يواجه أولئك، لكن كما قال بعضهم: عندما يكون الجدار متصدعاً فتضع يدك عليه فإنه سيسقط، وليس ذلك من قوة اليد، وإنما من تصدع ذلك الجدار، فما علا اليهود وما انتصروا إلا بضعفنا وخورنا؛ ولذلك يوم يخرج الأطهار الأبرار المؤمنون الذين يطلبون الشهادة فستزلزل صفوف اليهود، وترعب قلوبهم، وتخل قوتهم؛ وحينئذ يتضح أنه لا يمكن أن يكون السلاح هو الذي يحقق النصر إذا كان حامله رعديداً جباناً وإذا كان القائمون به ليسوا على قدم واحدة، وليسوا على هداية واستقامة على أمر الله سبحانه وتعالى.

خلوا الطريق لنا فنحن الناس أما الذين بغوا فهم أنجاس نصر النبي لنا جميعاً كله لا النصف لا الأرباع لا الأخماس ولينصرن الله ناصر دينه هذا هو المعيار والمقياس فحقيقة أعدائنا ينبغي أن نعرفها، وحقيقة حبال القوة التي تمدهم يوشك في زمن قريب أو بعيد أن تنقطع، ويقيننا بما أخبرنا به الله عز وجل، وما بشرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولا بد أن يكون كاملاً وتاماً.

قال الله تعالى: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد:٧]، وقال: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ} [آل عمران:١٦٠]، وقال عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، فيقول الشجر والحجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي ورائي تعال فاقتله).

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقوي إيماننا، وأن يعظم يقيننا، وأن يزيد من همتنا، وأن يقوي من ضعفنا، وأن يوحد صفوفنا، وأن يجعلنا من عباده المؤمنين، ومن جنده المخلصين، وأن يكتبنا من ورثة جنة النعيم.

اللهم إنا نسألك التقى والهدى والعفاف والغنى.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى، واصرف عنا ما لا تحب ولا ترضى.

اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع بفضلك كلمة الحق والدين، ونكس رايات الكفرة والملحدين.

اللهم عليك بسائر أعداء الدين فإنهم لا يعجزونك.

اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، وأرنا فيهم يوماً قريباً أسود يا رب العالمين! اللهم إنا ندرء بك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.

اللهم فرق صفهم، وخالف كلمتهم، واستأصل شأفتهم، ودمر قوتهم، واجعل بأسهم بينهم، ورد كيدهم في نحرهم، واجعل الدائرة عليهم.

اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، يا قوي يا عزيز يا متين! اللهم إن نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا.

اللهم رحمتك ولطفك بعبادك المؤمنين المضطهدين، والمعذبين والمشردين والمبعدين، والأسرى والمسجونين، والجرحى والمرضى في كل مكان يا رب العالمين.

اللهم فرج همهم، ونفس كربهم، اللهم اجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل فتنة عصمة، ومن كل بلاء عافية يا سميع الدعاء! اللهم وانصر عبادك وجندك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاء وسائر بلاد المسلمين، واصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين! اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، وارزقه بطانة صالحة تدله على الخير وتحثه عليه يا سميع الدعاء! عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله؛ استجابة لأمر الله {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦] وترضوا على الصحابة الكرام، وأخص منهم بالذكر ذوي القدر العلي والمقام الجلي أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً، وعلى سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:٤٥].