للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قصص مثيرة حول اضمحلال الإسلام في قلوب أهله]

أنتقل بكم إلى جانب آخر لعله يصيبنا بالحزن والأسى، ولكنه يواجهنا بالحقيقة المرة، أقوام ربما كانت في كثير من الأحوال أصولهم إسلامية، وهم في هذه البلاد ناطقون بالعربية، يفعلون أموراً أعلم أن بعضكم قد لا يصدقها ولكنها حقيقة واقعة: في بعض تلك المناطق النائية والقرى البعيدة أقام أحدهم حفلاً ومأدبة بقدر جهودهم وطاقاتهم وأحوالهم؛ فلما سأل الدعاة عن المناسبة؟ قيل: هذا يوم سابع لمولود، فهي بما نفهمه نحن كأنما هي وليمة العقيقة، وعندما سألوا وجدوا أن أم هذا الوليد لا زوج لها، وهذا معروف عند أبيها، وعند كل قبيلتها، ولا يجدون في ذلك غضاضة ولا إثماً ولا حرجاً ولا شيئاً يعتبرونه عيباً على أقل تقدير، ثم بعد السؤال وجدوا أن هذا المولود هو الخامس من هذه المرأة، ويعملون له الوليمة في اليوم السابع على سنن من آثار قديمة للعقيقة، ولا يرون في ذلك شيئاً! ولقيت رجلاً مرت به حادثة مشابهة، دعي إلى وليمة فلم يجب، ثم لقي والد الفتاة في اليوم التالي فسألهم عن الوليمة، فأجابه بالحقيقة، قال له: ألا تعرف أن هذا يعد زنا؟! قال: بلى! قال: فكيف تصنع هذا؟! قال: كلنا كذلك؛ ولا أحد منا يعيب ذلك، ونحن سائرون على ذلك! بل وهذه قصة رأيت من شهدها، وسمعت منه مباشرة: أحدهم مقر عمله في مدينة، وأهله في مدينة أخرى، يكتسب رزقه وعيشه، وله أكثر من عامين لم يرجع إلى بلده وإلى أهله، وفي يوم جاء يوزع بعض الحلوى على زملائه في العمل، وعندما سألوه عن السبب أو المناسبة؟ قال: رزقت بمولود! وهو غائب منذ عامين عن أهله، ويعرف أن هذا المولود ليس منه، ويفرح به ويوزع ويعلن، وهو في عاصمة بلاد إسلامية عربية أفريقية!! إن هذه الأحوال تقودنا إلى أن نفكر: هل نحن غير معنيين بذلك؟ هل لا تلحقنا المسئولية عن هذه الأحوال وعن بلد أو منطقة مثل جنوب السودان فيها نحو خمسة وستين في المائة من الوثنيين الذين لا يعرفون ديناً سماوياً، وبعضهم يعبد الشمس، وبعضهم يعبد القمر؟ يقول رجل من أوغندا أسلم ويحكي قصته: إننا في أوغندا لا دين لنا -أي: في مناطقهم وثنيون-، هناك من يعبد الشمس، وهناك من يعبد القمر، ولقد كنت أفكر في أن هذه الأمور غير صحيحة، وأعتقد أن هناك إلهاً أكبر من الشمس والقمر، زار عاصمة لبلد عربي إسلامي، وسأل عن الإسلام وأسلم، وهو يقول بكلمات جميلة مشرقة: كأنني ولدت من جديد، رأيت النور لأول مرة في حياتي، كنت أعيش في ظلم وضلال وكفر، وأصبحت أعيش في نور وهداية وطمأنينة وسلام بعد أن نطقت بالشهادتين؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.

كم من مثل هذا لم يتسن له ذلك، وما زال يعيش الصفة التي وصف بها حياته في ظلم وكفر وجهل وبعد عن الدين، والحق أننا مسئولون عن تبليغ دين الله.