للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية الحرص على الاعتكاف بقدر الاستطاعة]

الأمر الرابع: لنحرص على الاعتكاف ولو لمدة لا تشمل العشر كلها؛ لأن بعض إخواننا لديهم أعمال ووظائف لا يستطيعون أن يتركوها، وهم موظفون ليسوا أصحاب أعمال وأرباب أعمال حتى يفرغوا أنفسهم، لكن أقول: افعل أحد أمرين: الأول: اعتكف ولو لم يبق إلا يومان من آخر الشهر؛ حيث إن بعض الشركات تعطي إجازة آخر يومين أو آخر ثلاثة أيام، فاحرص على أن تعتكف ولو يومين أو ثلاثة لتنال أجراً، وما لا يدرك جله لا يترك كله.

الأمر الثاني: من لم يستطع فليعتكف في كل يوم أكثر الوقت الذي ليس في عمله، فليخرج من عمله إلى المسجد، وليبق في المسجد إلى اليوم التالي، بمعنى: أن يبقى في المسجد -مثلاً- من بعد الظهر أو العصر عندما ينتهي عمله فيعتكف ويصلي التراويح، ويبقى في المسجد إلى الفجر، ويأكل ما تيسر له من السحور، ويصلي الفجر، ثم ينام قليلاً، ثم يذهب إلى عمله، فكأنه معتكف؛ لأنه في ضرورة في العمل الذي يجب عليه أداؤه لأصحاب العمل، وهذه صورة على أقل تقدير من الناحية الإيمانية والتعبدية يحصل فيها خير كثير؛ لأن بعض الناس يجد فرصة للاعتكاف ويبقى في بيته، وبالتالي يبقى كحاله في سائر أيامه في غير العشر، وهذا ما لا ينبغي أن يكون عليه الإنسان.