للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأساس الثالث: التأصيل في علم الحديث]

صح عن ابن سيرين -كما في مقدمة صحيح مسلم - أنه قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، كان الصحابة يحدثوننا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا نأخذ منهم، فلما حدثت الفتنة وركب الناس الصعب والذلول قلنا: سموا لنا رجالكم، فمن كان من أهل السنة قبلنا، ومن كان من أهل البدعة رددنا.

إذاً: بدأ العلماء من السلف يبحثون عن أحوال الرواة وتواريخهم وسيرهم، وصدقهم وكذبهم، ومواطن بلدانهم وأماكن رحلاتهم، ومعرفة شيوخهم وتلاميذهم.

وتدوين التاريخ المتصل بعلم الحديث باب واسع مستقل في كتب كثيرة منها كتاب: التاريخ الكبير للبخاري والتاريخ لـ ابن معين والتاريخ لـ خليفة بن خياط.

وهناك تواريخ كثيرة دونوا فيها أسماء الرجال وأحوالهم إلى غير ذلك، وهذا عامل من عوامل نشوء علم التاريخ والاهتمام به، والاحتفاء به عند المسلمين، بل هو من أعظم العوامل وأكثرها أهمية.