للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهم الجوانب التي يخاف منها أعداء الإسلام]

سؤال مهم أعتقد أنه أحد النقاط الجوهرية في هذا الموضوع وهو: ما هو بالضبط موضع التخوف؟ قضية التخوف من الإسلام قضية عامة، فهل التخوف هو مثلاً من بعض الصور كالشعائر التعبدية؟ أو من بعض الأفكار؟ أو من أي شيء على وجه التحديد؟ فلابد ونحن نتعامل مع هذا الموضوع أن نستخلص منه ما هي أهم وأركز الأشياء التي هي مبعث التخوف؟ نستخلص هذا لنعرف أن هذه الجوانب التي هي أكثر الجوانب إرهاباً أو تخويفاً لأعدائنا قطعاً ستكون هي الجوانب التي ينبغي أن تكون بالنسبة لنا أهم الجوانب التي نعطيها الأولوية والدعم في العمل؛ لأنه ما دامت هي موضع التخوف فلا شك أنها ستكون هي الموضع الذي فيه الفاعلية والقوة المؤثرة.

ويمكن أن نلمح إلى ثلاثة محاور أساسية ربما فيها تقارب أو تتدرج، لكنها تنبؤنا أن الجوهر يتعلق بهذه النواحي: أولها: النظام السياسي في الإسلام، والتخوف من قضية الإسلام السياسي، أو السياسة الإسلامية، أو ربط الإسلام بالسياسة.

ثم في مرحلة أخرى هل يرقى هذا النظام -لو فرض التسليم بوجوده عند الأعداء- إلى أن يصل إلى مرحلة قيام الدولة وتطبيق الحكم الإسلامي؟ ولذلك تأتي النقطة الثانية من التخوف من تطبيق الشريعة الإسلامية أو قيام الدولة الدينية.

ثم النقطة الثالثة وهي: هذه الدولة الدينية أو السياسية الإسلامية إن وجدت هل ستتبنى الجهاد الذي يعتبر أكثر الأمور إرهاباً وتخويفاً لأعداء الإسلام؟ وهل ستتبنى نهج الجهاد الإسلامي الذي يدعو إلى تحرير كل الأرض من كل سلطان إلا سلطان الإسلام؟ فإذاً: هناك ثلاثة نقاط أساسية وجوهرية، وهي في حقيقة العلم أيضاً تدرجية: التخوف من سياسة الإسلام، وهل ترقى الحركات الإسلامية إلى أن تكون دولة تحكم وتطبق؟ وهل سيكون من منهاجها أن ترفع راية الجهاد وتتحرك؟ ولو سلمنا بأحد هذه المراحل فلنسلم بالأخريات، فإن العدو دائماً يتنازل عند الضغط، فالإسلام العادي -وإن كانت لا تصح هذه التسميات أو التقسيمات- في صورة الشعائر من صلاة وصيام وزكاة وحج ربما لا تعطى له أهمية أو أولوية في التخوف عند أعدائنا.

فالخط الأول: هو: جانب الإسلام السياسي أو السياسة في الإسلام، فإذا وجد الأعداء أنه ولابد من هذا الأمر فسيجدون أنفسهم يريدون أن يسلموا بهذا الجانب، لكن سيدرسون هل هذا الجانب سيكون من أساسياته أن ينتقل من طور المشاركة السياسة في برلمان أو حزب أو كذا إلى أن يوجد في أصوله أنه يجب أن ينتقل إلى الحكم التام الكامل لتطبيق الشريعة؟! وإذا وجدت هذه الدولة وسلم بوجودها وانفرط العقد عليهم -والله سبحانه وتعالى غالب على أمره- وأقيمت دولة إسلامية تطبق شرع الله، فهل سيكون من منهجها في تصورهم الذي يخافونه ويخشونه أن تبقى في حدودها، وتقيم شرع الله في أرضها؟

الجواب

قطعاً سيكون هذا مبدأ يختلف تماماً تصوره أو التعامل معه عن قضية أو دولة ترى أنها بذرة ينبغي أن تنتشر، وصيحة ينبغي أن تصم كل الآذان، وتكون عندها مبدأية هذا الانتقال.

ومن هنا يمكن أن نقول: إن هذه الجوانب الثلاثة هي التي حظيت كثيراً بالدراسة والتحليل والتخوف.

وهذا الهجوم على هذه الجوانب الثلاثة لا يستغرب أن يوجد من الأعداء غير المسلمين أو غير العرب، ولكن للأسف أنه تولى كبره بحكم القرب وبحكم السهولة كثير من أبناء الإسلام العرب الذين تأثروا بالغرب وأوروبا، وكانوا بشكل أو بآخر يمثلون هذه الوجهة ويدافعون عنها؛ ولذلك ما ننقله من نصوص مما يتعلق بهذه الجوانب أكثره عن بعض المسلمين أنفسهم الذين جنحوا عن نهج الإسلام، وإن كانوا في أصلهم مسلمين! وهذه القضايا تتمثل في ثلاثة جوانب نوجزها -إن شاء الله- إيجازاً يغني عما نحتاج إليه من تفصيل: