للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إحصائيات عن مضمون بعض المجلات الهابطة]

فهذه الصورة عن هذه المجلات إنما هي إحصائية أولية من حيث الكثرة، ومن حيث تكرار المضمون، ومن حيث فساد أو هامشية هذا المضمون، ومن خلال استقراء إحصائي لبعض هذه المجلات.

وكل هذا العدد، وهذا التكرار في التخصصات ليس له أهمية في حياة المجتمع وفي تقدم الأمة.

وسنعرض بعض هذه الإحصاءات السريعة عن بعض هذه المجلات، ونذكر بعض ما هو صارخ في حقائق الأرقام: مثلاً: مجلة ما يسمونها (سيدتهم) في بعض أعدادها تبلغ مائة وستين صفحة، والذي يقرؤها أو الذي يطالعها كأنه قرأ كتاباً، لكن بماذا يخرج من هذا العدد الذي فيه مائة وستين صفحة؟! وهناك معدل الصور المتوسط للصفحة الواحدة خمس إلى ست صور في كل صفحة، وأيضاً هناك ستون صفحة إعلانات، وهذه الإعلانات أغلبها صور للنساء محرمة، لأن فيها فتنة وكشف للعورات وغير ذلك.

وأيضاً تجد فيها اثنتى عشرة صفحة خاصة بالأزياء، وفيها معدل خمس إلى ست صور في كل صفحة.

وأيضاً فيها الألعاب والتسالي المتقاطعة بمقدار صفحتين، وبالجملة تجد أن عدد الصفحات الموجودة التي فيها كتابة تقل عن عدد صفحات المجلة التي ليس فيها كتابة! ثم انظر إلى هذه الكتابة؛ ستجد أيضاً أن هذه الكتابة فيها من السخافة الشيء العجيب! وكأننا نتدرج من عدد هذه المجلات، ثم من تخصصها في مجالات ليست مهمة، ثم في مضمونها الفارغ، ثم في فراغ المضمون الذي يعتبر مضموناً مكتوباً.

وهذا يتضح في المجلات الأخرى، نذكر أيضاً منها: مجلة (زهرة الخليج)، فيها مائة وعشر صفحات، منها أربعة وأربعون صفحة إعلانات، ومعدل الصور في الصفحة الواحدة من ثلاث إلى أربع صور، وفيها صفحتان أيضاً للرشاقة والأزياء، وصفحة للتسالي، وصفحتان هنا وهناك متعلقة فقط بالصور، وصفحتان صور لأخبار الذين تزوجوا، والذين احتفلوا، والذين عملوا دعوة عشاء، والذين كان عندهم عيد ميلاد، وكل من هب ودب! وتجد هذه الإحصائية متقاربة في بعض المجلات الأخرى، فمجلة فيها ثمان وتسعون صفحة تجد أيضاً فيها نسبة عالية من صفحات الإعلان، وفيها معدل ثنتان إلى ثلاث صور في الصفحة، وأربع صفحات من صفحات الأزياء، وكذلك فيها عدة صفحات منوعات، وخمس صفحات في كل عدد تحت عنوان (أخبار ناعمة) وفيها صور لملكات الجمال وصور نساء إلى آخره! وكذلك الإحصائية تشمل عدداً لا بأس به من المجلات الأخرى مثل: نورا، وألوان، والصياد، والشراع، وصباح الخير، وفرح، وأسماء ربما لم يسمع بها كثيرون من قبل، ولعلهم من الأفضل لهم أنهم لم يسمعوا بها؛ لأنها إن لم تكن ضارة فقطعاً لن تكون نافعة؛ لأن هذه أحياناً تُسمى عند بعض الناس من الثقافة، وحقيقتها أنها من السخافة.