للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[طريقة الشيخ في نظم العقيدة]

(وقبل أن أشرع في المقصود): معناه قبل أن يبدأ في الفقه وهو المقصود الكبير من هذا النظم الطويل.

(أذكر جملة) معناه مسائل، ولا يقصد بذلك التوسع، ولا استقصاء المسائل العقدية، وإنما يذكر مسائل، ولذلك سماها جملة.

والعقائد: جمع عقيدة وهي ما يعقد الإنسان قلبه عليه فيدين الله تعالى به ويجزم بصحته.

وقوله: (على طريق السلف الأماجد) أي: على مذهب السلف، والمقصود بهم أتباع التابعين، فإذا أطلق السلف إنما يقصد به رجال العقيدة أتباع التابعين، ولا يقصد به الصحابة ولا التابعين كما يتوهمه كثير من الناس.

فكثير من الناس يقول: مذهب السلف معناه مذهب الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وهذا غلط؛ لأن هؤلاء ما تكلموا في أكثر هذه المسائل التي سنعرض لها هنا، إنما تكلم فيها أتباع التابعين، فهم المقصودون بإطلاق السلف.

والأماجد جمع ماجد، وهذا ثناء عليهم وهم يستحقون الثناء؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال في الذين جاءوا من بعدهم: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:١٠]، وقد قال مالك رحمه الله: إن من يلعن السلف أو يتكلم فيهم ليس من أهل الفيء ولا يستحق شيئاً منه.