للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى استشراف المستقبل]

السؤال

ما المراد باستشراف المستقبل، وهل معناه معنى التكهن؟

الجواب

أن التكهن مشتق من الكهانة، وهي خلطة الجن للاطلاع على الغيوب، وهي محرمة شرعاً، ومن الشرك بالله سبحانه وتعالى لقول الله تعالى: {وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأنعام:١٢٨]، ولكن التكهن مصطلح لدى أهل علم الإدارة يطلقونه على استشراف المستقبل بمعنى: عد الاحتمالات الواردة التي تعترض مشروعاً أو تساعده، ليتم على ذلك التنبؤ والتحكم، والتحكم هو إيجاد الحلول لما أدت إليه نتيجة التنبؤ، فيسمى هذا تنبؤاً وتكهناً اصطلاحاً فقط.

لكن ليس هو نبوةٌ ولا كهانة، وإنما هو مجرد استشراف للأحوال المستقبلية من قراءة السنن الإلهية وما أجرى الله عادته به، فالاحتمالات التي يمكن أن ترد أمام المشروع، أو أمام القرار الذي يريد الإنسان اتخاذه تُعد، ثم كل احتمال يمكن أن توضع له عدة حلول، وهذه الحلول هي التي يسمونها بالتحكم، واستشراف المستقبل هو الذي يسمونه بالتنبؤ، وهذه مصطلحات إدارية، ولا مشاحة في الاصطلاح، لكن على أهل علم الإدارة إذا نقلوها إلى العربية أن ينقلوها بألفاظ موافقة للشرع، فإنها لا تضرهم ولا تغير شيئاً، وهي مطلوبة ومما يرفع الإلباس والإشكال.