للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطورة الكلام في العلماء والجماعات الإسلامية]

السؤال

ما هي مخاطر أكل لحوم العلماء والجماعات الإسلامية، وما توجيهاتكم لبعض المسلمين الذين لا يبالون بخطورة الأكل من أعراض المسلمين؟

الجواب

الله سبحانه وتعالى حرم على المسلمين أكل أعراضهم فيما بينهم، وجعل الغيبة بمثابة أكل لحم الإنسان، فقال: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات:١٢]،وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات:١١]، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكلام في الناس، وبين خطره وضرره، وبين أن عرض المسلم كحرمة دمه وماله، وبين صلى الله عليه وسلم أن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه، وقد حدثتكم كثيراً بما أخرجه مالك في الموطأ وأحمد في الزهد عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه بلغه أن عيسى بن مريم كان يقول: (لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله فتقسو قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله، ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، وإنما الناس مبتلىً ومعافى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية).

والذين ينتقدون الجماعات والطرق والأشخاص لا بد أن يأتوا ببديل خير مما هم فيه، أو يكونوا عامل هدم لا بناء، ولا يرتضي إنسان أن يهدم منارة إشعاع ومنارة هدى ولا يبني شيئاً في مكانها؛ فلذلك على الإنسان إذا أراد أن ينتقد أن ينظر إلى نفسه أولاً وما عمل، وليتذكر قول الشاعر: فعندك عورات وللناس ألسن.

فلذلك عليه أن يبدأ بنفسه أولاً في الانتقاد، ثم بعد ذلك إذا وصل إلى مستوى يمكنه من نقد الآخرين، ليكن ذلك النقد أيضاً من واقع الحرص عليهم، واستصلاحهم، لا من واقع التشفي فيهم والاستعلاء عليهم، واحتكار الحق دونهم، فذلك كله من عمل الشيطان المقيت، الذي لا يشتغل به إلا صاحب فتنة، وصاحب هوى، تجب مقاطعته وعدم مجالسته، فمن عرف أنه من أصحاب الهوى وأصحاب الفتنة حرمت مجالسته، ووجبت مقاطعته؛ حتى يتوب ويرجع عما هو فيه.