للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الوضع السيئ للمرأة لا يقره الإسلام]

لا شك أن وضع المرأة المسلمة في العصور المتأخرة كان فيه من السوء والظلم والغم ما لا يخفى ولا ينازع فيه، وأهل العلم والرأي والعقل في المجتمع مدركون بأن هذا الوضع للمرأة وللمجتمع ليس من الإسلام، فوجدت بعض الممارسات والأخطاء التي لا تقر، ونوع من الاحتقار، ونوع من غمط الحقوق، بل قد تمنع من الميراث، وقد تجبر في زواج، بل حتى إذا جاء ذكرها في بعض الديار يقال: (أكرمكم الله) حتى ولو كانت أمه، وهذا ليس من الدين في شيء، وليس من الغيرة، وليس من الحشمة، فهذه قضايا لا شك أنها ليست من الإسلام، وإنما هي عادات بالية وتقاليد أكثر ما أملاها الجهل، وقد يحصل تقصير من طلبة العلم في بيان هذا الحق، وكان ينبغي أن تكون هناك تدخلات من أصحاب القرار في سبيل رفع مثل هذا النوع من المظالم، ولهذا فلا شك طبعاً أن المطالبة بالإصلاح، وتحسين وضع المرأة، ورفع هذه الصور من الظلم عنها، لا شك أنه حق، بل إنه ليكتسب من القوة والمشروعية والقبول بقدر ما وقع على المرأة من ظلم وانتقاص.

هذا كما قلنا أمر لا ينازع فيه، والسبب في ذلك أن ديننا واضح، وكما أوردنا الآيات السابقة، فكذلك الأحكام ظاهرة، وخطاب المرأة في العبادات وفي الحقوق والواجبات واضح، وأي لبس وتشويش فإزالته بالرجوع إلى كتاب الله، وإلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإلى فهوم أهل العلم الصحيحة السليمة، ولا نحتاج إلى استيراده من أي جهة.

لا أستطرد في هذا لأنتقل إلى شعار تحرير المرأة.