للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم متابعة الرياضة بكثرة والحب والبغض فيها]

السؤال

هل عليّ حرجٌ في متابعة الرياضة، لا سيما أنها تشغل وقتي كله لأشاهدها، وإن قرأت أقرأ لها، وإن سمعت أسمع لها، وأحب من أجلها، وأبغض من أجلها، هل في هذا متابعة للهوى؟

الجواب

إذا كان على هذا النحو الذي صورت فنعم، هذا متابعة للهوى تشغل كل وقتك، وتحب فيها، وتعادي فيها -نسأل الله السلامة- وأخشى أن يرقى بك هذا إلى أن تخرج من الملة، إذا كنت تحب فيها وتبغض وتشغل كل وقتك، ولا شك أننا نحب الأشياء المباحة، فالإنسان يحب أهله وأولاده وكتبه وممتلكاته، وهواياته وبعض الناس يحب السباحة أو الصيد.

ولا شك في أن المسلمين من العصور القديمة والحديثة يهوون الصيد ويذهبون إليه، ويحبون التنزه والتمشية والسباحة والرماية والجري وأنواع من الرياضات المشروعة، فهوايتها ومشاهدتها كذلك من الأمر المباح بالضوابط الشرعية ولا مانع، لكن لا يجوز أن يشغل عن واجب، أو أن يؤدي إلى الوقوع في محرم، أو حتى المكروه، فإذا كان كذلك، فحينئذٍ يصل إلى دائرة المحرم، وقد يترقى إلى دائرة اتباع الهوى المذموم ذماً كلياً، فإذا كان على هذا النحو الذي وصفت أنها تشغل الوقت كله، وتحب وتوالي فيها، إنما المحبة العادية، فمثلاً حينما تتنافس مع إنسان في محبة صيدٍ أو سباحةٍ، أو حتى محبة من الألعاب المباحة والهوايات المباحة، فيقع بينكم تنافس، هذا تنافس مقبول، وعادة يكون في الفطرة البشرية من أجل الاستزادة إلى حد مقبول، لكن إذا تجاوز إلى أن يشغل عن واجب، أو يوقع في محرم أو قطيعة رحم أو نحو ذلك، فهذا لا يجوز، لأنه حسب ما يؤدي إليه.