للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم استخدام سحر المحبة]

السؤال

بعض النساء يأخذها اتباع الهوى والغيرة، فتعمل هذا العمل: وهو أنها تضع لزوجها شيئاً كي يحبها، ويلزم من ذلك أن يكره بقية أزواجه، ما هذا العمل التي تعمله، هل هو حلال أو حرام؟ وأرجو أن تنصح النساء، فإنه منتشر.

الجواب

إذا كان مثل هذا فهذا لا يجوز بأي حال، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {لا تسأل إحداكن طلاق ضرتها لتكفأ ما في إنائها} فإنه لا يجوز بأي حال، وحينما حاول نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنعنه من شرب العسل في بيت مارية في القصة المعروفة، قال الله عز وجل: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} [التحريم:٥] فلا يجوز للنساء أن يسلكن مثل هذا المسلك، وإنما تكون المرأة عادلة، إن لم تكن محسنة، لأن هناك درجتين:

درجة العدل.

درجة الإحسان.

العدل هو: أخذ الحق، وإعطاء الحق، أما الإحسان، فهو التفضل وإعطاء أكثر من الحق، لكن لا يجوز أن ينقص الأمر عن العدل، فيجب عليها أن تعدل، والله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:٨].

فالتي تريد أن تنحرف عن جانب العدل والاستقامة هو انحرافٌ عن التقوى وبعدٌ عنها.

ومعلوم أن هذا لا يجوز، ويحرم تعاطي مثل هذا؛ فإن كانت تقوم بالسحر من نفسها؛ فبعض العلماء يرى أن الساحر كافر، وأنه يكفر الساحر المتعلم السحر، أما إن كانت تذهب إلى سحرة وكهان- نسأل الله السلامة- فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد} ويقول: {لم تقبل له صلاة أربعين يوماً} فإذا كان من هذا النحو، ومن هذا الباب، فنعوذ بالله، ونعيذكم بالله أن يكون في هذه البلاد الطاهرة والمعروفة بالتوحيد وبالدين والاستقامة، وهي نموذج يضرب مثلا للاستقامة والبعد عن مثل هذه الشعوذات والكهانة، فنعيذكم بالله من ذلك.