للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عموم الرحمة للخلق كافة]

الإسلام رسالة خير وسلام ورحمة للبشرية كلها؛ دعا إلى التراحم، وجعل الرحمة من دلائل كمال الإيمان، فالمسلم يلقى الناس وفي قلبه عطف حنون، وبرٌ مكنون، يوسع لهم ويخفف عنهم ويواسيهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لن تؤمنوا حتى تراحموا، قالوا: يا رسول الله! كلنا رحيم.

قال: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة} رواه الطبراني ورجاله ثقات.

فليس المطلوب قصر الرحمة على من تعرف من قريبٍ أو صديق، ولكنها رحمة عامة تسع العامة كلهم، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تبرز هذا العموم في إفشاء الرحمة، والحث على انتشارها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا يرحم الله من لا يرحم الناس} متفق عليه وفي الحديث الآخر: {من لا يرحم لا يرحم} يقول ابن بطال رحمه الله: في هذا الحديث الحض على استعمال الرحمة للخلق فيدخل المؤمن والكافر، والبهائم المملوك فيها وغير المملوك، ويدخل في الرحمة التعاهد بالإطعام، والمساعدة في الحمل، وترك التعدي بالضرب.