للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النصر لأهل كوسوفا]

أما المسلمون فيجب عليهم أن يبادروا في عون إخوانهم، وإسعافهم وتقديم ما يستطيعون من عون مادي ومعنوي؛ فأهل كوسوفا يعيشون محنتين: محنة التصفية الجسدية والطرد من الوطن، ومحنة التغريب والإخراج من الدين، مما يتطلب المبادرة السريعة المكثفة من الحكومات الإسلامية وشعوبها في نصرة إخوانهم في الدين، وإرسال مواد الإغاثة العاجلة، طعاماً وكساء ودواء، كما يجب التحرك على جميع الأصعدة، سياسياً وإعلامياً لحماية هؤلاء العزل، ونصرة قضيتهم وحفظ دينهم.

إنهم أمانة في أعناق المسلمين جميعاً، وهم مسئولون عنهم يوم القيامة، وإن الأمل بعد الله لمعقود على الحكومات الإسلامية، وأغنياء الأمة والقادرين منها ومنظمات الإغاثة الإسلامية، ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي؛ لتقوم بواجبها.

فهذا بلاء عظيم، وامتحان كبير، والمسلمون تتكافأ دماؤهم، وبهذا تحفظ أمة الإسلام كرامتها وعزتها، وتشعر بكيانها وتحترم قضاياها، ولا يسكت على الهوان غيور، ولن تنكسف شمس كوسوفا بإذن الله ولله الأمر من بعد ومن قبل.

اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اللهم اهزم الصرب المجرمين الظالمين المعتدين، اللهم اهزمهم وزلزلهم، اللهم خالف بين قلوبهم، وشتت شملهم، وفرق جمعهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.

سبحانك ربنا! عز جاهك، وجلّ ثناؤك، وتقدست أسماؤك، يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام!

اللهم واجعل على هؤلاء الصرب رجزك وغضبك، وعذابك ومقتك، يا إله الحق! اللهم وانصر إخواننا المسلمين في كوسوفا، اللهم كن لهم وأيدهم، وارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وردهم إلى ديارهم أعزة منتصرين.

اللهم إنهم حفاة فاحملهم، وعراة فاكسهم، وجياع فأطعمهم، ومستضعفون فانصرهم.

اللهم نجهم من شر الصرب ومن شايعهم، وغدرهم وخبثهم وكيدهم، اللهم واجعل الصرب بأسهم بينهم شديداً، ولا تجعل لكافر على مسلم سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.

ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وتداركوا أنفسكم، وأسعفوا إخوانكم، واحذروا المظالم، وليتحلل كل واحد مما ابتلي به من مظالم، ما دام في دار الإمكان قبل ألا يكون دينار ولا درهم، بذلك أرشد نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم.

ثم اعلموا رحمكم الله أنكم في مقتبل هذا العام الجديد، فاستقبلوه بالأعمال الصالحة، والتشمير عن ساق الجد، وإحسان العمل والوعد الجميل، وإن خير ما تبادرون به صيام يوم عاشوراء، فقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يحرص على ذلك حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما: {ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم؛ يوم عاشوراء} متفق عليه.

ومن أراد صيام هذا اليوم، فليصم يوماً قبله أو يوماً بعده، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، قال: {صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا اليهود، صوموا يوماً قبله ويوماً بعده} وفي رواية: {أو يوماً بعده}.

فبادروا رحمكم الله بصالح الأعمال، قبل أن تتخطفكم الأجيال، ثم صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين، فقد جاء في محكم التنزيل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

اللهم ارض عن الخلفاء الأربعة الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك، يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، ووفقه لما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة، وانصر به دينك وأعلِ به كلمتك، واجمع به كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين.

اللهم وفق ولاة المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم رحمة لرعاياهم، واجمع كلمتهم على الحق، يا رب العالمين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً، واجعل ما أنزلت قوة لنا على طاعتك، وبلاغاً إلى حين.

اللهم إنَّا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، على الله توكلنا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف:٢٣].

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.