للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[هيئة الحسبة في بلاد الحرمين]

أيها الإخوة في الله: ومن أراد نجاة نفسه وفوزها وسعادتها في الدنيا والآخرة، فليلزم سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وإن مَن تأمل في عالم اليوم وقلب نظره في أرجاء العالم الإسلامي، أدرك ما عليه هذه البلاد المباركة، بلاد الحرمين الشريفين، التي جعلت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهة مسئولة وجهازاً خاصاً وهيئة تتولى القيام به وترعاه وتباشره وفق أنظمة شرعية على نهج الكتاب والسنة، مع مراعاةٍ لمتغيرات العصر ومتطلبات الأحوال والناس، وهذا من توفيق الله وفضله لهذه البلاد وأهلها وقادتها، بل هو من أخص خصائصها في رفعها لواء الحكم بما أنزل الله، كتاباً وسنة ودستوراً ومنهج حياة، ورعايتها للحرمين الشريفين مأوى أفئدة المسلمين، وهي كلمة حق تقال وأعمال تُذكر وتُشكر مع ما يُرجى ويؤمَّل من مزيد الدعم والتأييد، فالتيارات كثيرة والمتغيرات متسارعة، والمغرضون كثير، والمتربصون أكثر، ورافعو ألوية الفساد لا يألون جهداً في غرق السفينة، وسنن الله لا تحابي أحداً، فإِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ، وليس لفرد ولا لمجتمعٍ حصانة ذاتية، ومن يضمن السلامة حين يتعرض لتيارات الفتن وموجات التحلل عياذاً بالله واعتصاماًً به؟!

فنسأل الله العلي القدير أن يسبغ على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظ عليها رخاءها، وأن يثبتها على دينه، وأن يزيدها استقامة على شرعه.

كما نسأله سبحانه أن يعم بالخير والتوفيق والصلاح جميع بلاد المسلمين، إنه خير مسئول وأكرم مأمول.

ألا فاتقوا الله رحمكم الله، ثم صلوا وسلموا على نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم، فقال عز من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين.

وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واخذل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الدين.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين.

اللهم آمِنا في أوطاننا، وأصلح واحفظ أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق والتوفيق والتأييد والتسديد إمامنا وولي أمرنا.

اللهم أعز به دينك، وأعلِ به كلمتك، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين، واجمع به كلمتهم على الحق يا رب العالمين.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين بالعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم رحمة لرعاياهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.

اللهم وأبرم لأمة الإسلام أمر رشد، يُعَزُّ فيه أهل طاعتك، ويُذَلُّ فيه أهل معصيتك، ويُؤْمَر فيه بالمعروف، ويُنْهَى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير.

اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.

اللهم إنا نستغفرك، إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً.

اللهم إنا نستغفرك، إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً.

اللهم واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك، وبلاغاً إلى حين.

اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنعنا بذنوبنا فضلك، اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنعنا بذنوبنا فضلك، اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنعنا بذنوبنا فضلك.

اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك لإعلاء كلمتك، وإعزاز دينك.

اللهم انصرهم في فلسطين، وكشمير، وفي الشيشان، وفي كل مكان يا رب العالمين.

اللهم وانصر إخواننا في الشيشان، اللهم وانصر إخواننا في الشيشان.

اللهم سدد سهامهم وآراءهم.

اللهم كن لهم ولا تكن عليهم.

اللهم إنهم ضعاف فاحملهم، وعراة فاكسُهم، وجياع فأطعمهم.

اللهم واجعل الدائرة على أعدائهم، وأنزل عليهم بأسك ورجزك إله الحق.

اللهم فرق جمعهم، وشتت شملهم، واجعلهم غنيمة للمسلمين، وعبرة للمعتبرين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.

فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.