للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاستكثار من الأعمال الصالحة في الحرمين]

أيها الحاج الكريم: رعاك الله وأعانك، اغتنم شرف الزمان وشرف المكان، فاستكثر من الأعمال الصالحة؛ من الصلاة، والصدقة، والإحسان، والبذل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهل، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة حسب الطاقة، وما كان الحج مبروراً إلا لاشتماله على البر الجامع لكل خير، إحساناً مع الله، وإحساناً مع عباد الله، فالحج المبرور يملأ القلوب ألطافاً ويطليها محبةً وانعطافاً.

واعلم أن من علامة إعراض الله عن العبد أن يشغله فيما لا يعنيه.

فإياك والخوض فيما لا يعنيك، واجتنب الفسوق، والجدال، والسخرية، والمراء، واحفظ لسانك من الغيبة والنميمة، والوقوع في أعراض الناس: علمائهم، عامتهم، وجهائهم، قادتهم، فذلك خسران مبين، اجتنب المخاصمة، والمشاحنة، ومزاحمة الناس في الطرقات، وأماكن العبادة.

وفقك الله وأعانك على أداء نسكك، وجعل حجك مبروراً، وسعيك مشكوراً، وذنبك مغفوراً.

وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال إنه سميع مجيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:٣٠ - ٣٢].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.