للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال أصحاب الجنة]

أصحاب الجنة: {يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ} [الدخان:٥٣].

ويحلون فيها من أساور من ذهبٍ: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [الحج:٢٣] {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف:٧١] {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} [الطور:٢٤] يجتمعون في ظلها الظليل، يتنازعون فيها كئوس الرحيق المختوم، والتسنيم السلسبيل، تتوالى عليهم المسرات والخيرات والإحسان والمكرمات.

نُزِعَ من قلوبهم الغل، وطُرِدَ عنهم الحزن والهم: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر:٣٤ - ٣٥] {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً * إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً} [الواقعة:٢٥ - ٢٦] هدوءٌ ورضا، يغمره السلام والاطمئنان، والود والأمان، يبلغهم ربهم السلام: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس:٥٨] {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} [الرعد:٢٣] بالسلام، {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:٢٤] وخدم الجنة يحيونهم بالسلام: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر:٧٣] في جنات عدن يأتلف شملهم مع الصالحين من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} [الرعد:٢٣] {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:٤٧].

وفي جو التجمع والتلاقي، تنادي الملائكة بالتكريم والترحيب: {يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل:٣٢].

وهل ترى نعيماً -يا عبد الله- فوق هذا النعيم؟