للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وصف الجنة والنار في أبيات من الشعر]

السؤال

أنا أحبك في الله، أرجو منكم أن تعطينا قصيدة في وصف الجنة والنار؟

الجواب

أحسن ما قيل في الجنة ما قاله ابن القيم في النونية الشافية الكافية رحمه الله يقول:

فاسمع إذاً أوصافها وصفاتها تيك المنازل ربة الإحسان

هي جنة طابت وطاب نعيمها فنعيمها باق وليس بفان

أوما سمعت بأنه سبحانه حقاً يكلم حزبه بعيان

ويرونه سبحانه من فوقهم نظر العيان كما يرى القمران

أعظم نعيم على أهل الجنة أنهم يرون الله، يقول الله عز وجل: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ * وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ} [يونس:٢٦ - ٢٧] ماذا لهم؟ {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [يونس:٢٧] تريد هؤلاء أم هؤلاء؟ يقول الله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} يعني: الجنة {وَزِيَادَةٌ} يعني: النظر إلى وجه الله، فما أعطي المؤمنون في الجنة أعظم من النظر إلى وجه الله، {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [يونس:٢٦] واحد كسب السيئات واشتغل في الدنيا على المعاصي بالنظر والغناء والكلام والسب وضيَّع الطاعات، قال: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ} ما جزاء هذا، أنعطيه الجنة؟! لا.

{جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً} [يونس:٢٧] يسود وجه العاصي حتى يصبح مثل الليل الأسود.

تشد أقدامهم إلى النواصي وتسود وجوههم من ظلمة المعاصي

وينادون من جنابها بكياً من ترادف عذابها

يا مالك قد أفقرنا الحديد يا مالك قد نضجت منا الجلود يا مالك قد تقطعت منا الكبود يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود يا مالك العدم والله خير من هذا الوجود

أما الأبيات في ذكر النار فكثيرة جداً منها:

جهنمٌ ولظى من بعدها حطمة ثم السعير وكل الهول في سقر

وبعد ذاك جحيم ثم هاوية تهوي بهم أبداً في حر مستعر

لهم مقامع للتعذيب مرصدة وكل كسر لديهم غير منجبر

نعوذ بالله وإياكم من النار.