للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تكرار مشاهد النار في القرآن تأكيد لقيام الحجة]

أيها الإخوة! كان يكفي في القرآن والسنة أن تذكر النار ويهدد بها مرة واحدة، ومن عصى فالنار، ولكن لقيام الحجة ذكر الله النار في القرآن في مواطن كثيرة، ومواضع عديدة، وبأحوال متعددة، ذكرها وذكر جميع ما فيها؛ حرارتها، شدتها، أبوابها، طباقها، عذابها، حياتها، عقاربها، ماؤها، هواؤها، طعامها، شرابها، ولا تمر عليك في القرآن صفحة أو صفحتان إلا وذكر النار أمامك لماذا؟ هل هذا عبث؟ لا.

لكن لقطع الحجة على الناس، وحتى لا يأتي أحد يوم القيامة يقول: ما أعرف النار يا رب! ثم جعل الله لنا أيضاً نموذجاً من النار مصغراً، حتى لا يقول أحد: يا رب! تحدثنا بالنار، ما ندري أن النار حارة، نحسب أن النار تمشية، أو نزهة، أو أكلة، وما أعطيتنا منها طرفاً، قال الله: لا.

{أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ *

الجواب

=٦٠٠٥٠٥١> نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً} [الواقعة:٧١ - ٧٣].

جعل الله هذه النار تذكرة بالنار الأخرى، وإلا ما هي منها، وليست في درجتها، هذه جزء من سبعين جزءاً، يقول أحد الصحابة: [والله إنها كافية].

وأنا أقول: والله إنها كافية، والله لو تهددنا ربي أن يسجننا في حمام لكان هذا كافياً فكيف إذا سجننا في النار، وليست هذه النار بل ضعفها بتسعة وستين جزءاً، أي: إذا كانت درجة حرارة هذه النار مائة درجة فتلك حرارتها سبعمائة ألف، أين هذا أيها الإخوان؟! لا إله إلا الله!! يا أخي! أجارنا الله وإياك من النار؛ النار دار عذاب، أعدها الله عز وجل وهيأها لعقوبة ونيل من يخالف أمره، ويعصيه ويرتكب محارمه ويترك فرائضه، وأعد الله فيها من العذاب بما يتلاءم مع ضخامة المعصية، فإن الله لا يحب أن يعصى، فالله عز وجل لما أمر إبليس أن يسجد وما سجد طرده من الجنة، ونهى آدم أن يأكل من الشجرة وأبى إلا أن يأكل؛ أخرجه من الجنة، وكذلك أنا وأنت -يا أخي- لا ينبغي أن نعصي الله؛ لأننا إن عصينا الله فقد تهددنا بأن يدخلنا النار ويحرمنا من الجنة، ولقد حذر الله عز وجل منها كثيراً كما ذكرت لكم.