للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حالات الاستعاذة من الشيطان]

وأقول لكم في النهاية، ما الحل بالنسبة للإنسان الذي يريد ألا يقع في حبائل الشيطان؟ الحل: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، كيف؟ تستعيذ بالله في ثلاث حالات: - الحالة الأولى: عند ورود أمر الله عليك؛ إذا كنت نائماً وسمعت المؤذن يؤذن في أذان الفجر، فهناك: أمر بأن تصلي، وأمر آخر من الشيطان بأن ترقد.

أما يجد الإنسان نوعاً من هذا؟ كلنا نجد رغبة في النوم والكسل والتثاقل من الذي يثقلك ويكسلك؟ الشيطان، والذي يدعوك هو الله، من تطيع؟ الله، قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [الأعراف:٢٠٠] قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واقفز كالحصان، واذهب توضأ؛ لأنه جاء في الحديث: (إن الشيطان يعقد على ناصية ابن آدم إذا نام ثلاث عقد: فإذا قام وذكر الله انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت الثانية، وإذا صلى انحلت الثالثة، فأصبح طيب النفس نشيطاً، أما إذا رقد بال الشيطان في أذنيه وقال: نم، عليك ليل طويل) ويحدثني أحد الإخوة، يقول: عنده ولد فأيقظه وأخذه من الفراش (ودفدفه) إلى أن دخل الحمام، ويوم صلى وسلموا، تلفت يميناً ما رآه، وتلفت شمالاً ما رآه، وتلفت في الصفوف التي خلفه ما رآه، قال: عجيب، أقومه إلى الحمام ولا يأتي، فرجع الرجل وهو يشتعل غضباً والمشعاب في يده، قال: والله لأغلقن عليه وأضربه حتى يموت! هذا الرجل بطل، ما يضع البطانية عليه، ويقول: أرقد.

الله يطول عمرك ويبارك فيك، خاصة إذا معه راتب، ما يريد أن يكسر خاطره، لكن يُغضب الله، ما يريد أن يغضب ولده، ويقول: أكسر خاطره ويذهب ويتركني! دعه يذهب ويخليك؛ لأن الذي يرزقك هو الله من قبل، هو الذي يلقي الرزق عليك، أتتخذه ولياً من دون الله، والله ما في حياته بركة، ولا في راتبه بركة، والله إنه يقودك إلى جهنم، أخرجه وتبرأ منه ولو تأكل الطين، والله إنه أفضل من أن تأكل من راتب هذا العدو لله، القاطع للصلاة، الهاجر لبيوت الله عز وجل، فالرجل دخل عليه بالصميل ويوم أن جاء إلى الفراش يبحث عنه وإذا به غير موجود في الفراش، وتلفت من الشباك لينظر السيارة فلعله صلى في مسجد آخر، وإذا بالسيارة واقفة! ليس بالمسجد أو بالفراش أين هو؟ تلفت وتلفت، وإذا به يرى نوراً من تحت الباب في الحمام، فاقترب ليسمع شيئاً فلم يجد حركة، دق باب الحمام ودق وإذا به ينتبه قال: نعم نعم، ففتح الباب، قال: ما بك؟ قال: رقدت فوق الكرسي، لا إله إلا الله! مسكين، ما استعاذ بالله من الشيطان الرجيم.

في بيت الشيطان راح يصلي لإبليس، نعم؛ لأن الحمامات بيوت الشياطين والعياذ بالله.

استعذ بالله كلما ورد أمر لله، فلو علمت أن هناك ندوة في مسجد في ليلة جمعة وبعد ذلك أردت أن تأتي، وبعد ذلك أتاك شعور تقول: برد، قد طبخت المرأة العشاء، من أجل أن نتعشى قبل العشاء ونرقد بعد العشاء، والعيال مسرورون لا، تعال.

هذا من الشيطان، تعال اجلس، كلما أمرك الله بأمر ووجدت فيه مانعاً من الأمر فهذا من الشيطان، اذهب واستعذ بالله.

الحالة الثانية: عند ورود نهي، إذا عرضت عليك معصية؛ مررت بالشارع ورأيت امرأة متبرجة، فنظرت إليها، هذا من الشيطان غض بصرك، إذا لم يتركك الشيطان فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا سمعت أغنية وأنت تبحث عن الأخبار أو تقلب الراديو فأغلقها وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وكلما ورد عليك نهي من الله فاستعذ بالله.

الحالة الثالثة: عند الغضب؛ لأن الغضب من الشيطان، أما ترون أن الإنسان إذا غضب كيف يتغير؛ أول شي ينتفض؛ لأن الشيطان اشتغل في عروقه، ثانياً: تخرج عروقه وقرينته تتحرك؛ الأوداج الكبار هذه، وبعد ذلك تبرز عيونه، وبعد ذلك تنتصب العروق في جبينه، وبعد ذلك تتصرف تصرفات خبل، إذا صورت تلك الحركات ورآها بعد ذلك تقول: انظر، قال: الله أكبر على إبليس، ما هو أنا، وفعلاً ما هو أنت بل الشيطان.

أما ترى الذي يطلق زوجته وهو غضبان، ثم يندم إذا تذكر بعد ذلك، يذهب يطرق أبواب القضاء والعلماء، من واد إلى واد ومن أرض إلى أرض، يريد فتوى، يقتل هو غضبان ثم يندم، يضرب أولاده ويلاعنهم، ويخاصم جيرانه وهو غضبان.

أخبرني أحد الإخوة اليوم في العمل، يقول: حضرت قصة؛ لأنه سمع شريطاً فيه من هذا الكلام، يقول: قصة والله أنا حضرتها بنفسي بين رجلين في قرية من القرى، رجل كبير السن ورجل شاب، يقول: وعندنا أن الشباب يحترمون الشيبان؛ في الماضي ما كان يستطيع الشاب أن يفتح فمه على شايب، لكن في قلة الدين وغمرة الدنيا أصبح لسان الشاب -والعياذ بالله- على كتفه؛ يسب الشيبان ولا يقدر كبيراً ولا يقدر أبداً شيبة، يقول: فجلس في المجلس، يقول: حضرت معهم وإذا بالشاب هذا منفلت بلسانه ومتعنت، يعطي الشايب هذا، أنت يا شيبة، يا يا، يقول: لما رأيت الرجل بلغ منه الغضب، قمت إليه، وقلت له: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال: لم يرض أن يتعوذ بالله من الشيطان، وبدأ يسب ويشتم، فما عرفت ماذا أفعل، وذاك الشايب بدأ يتكلم، فذهبت إلى الشايب فقلت: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال الشايب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فبرد وسكت، ورجعت إلى ذاك: قل: أعوذ بالله، قل أعوذ بالله لم يقل، لكن يقول: كررتها عليه، حتى قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يقول: فلما قالها جلس، ويوم أن جلس قال: جزاكم الله خيراً، يقول: وهدأ وصلح والحمد لله.

فعليك إذا جاءك الغضب أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

أما ترى الإنسان الآن إذا غضب، ثم قلت له: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا يقولها؛ لأن الشيطان معه في تلك اللحظات، ولو قالها لبرد، ولذهب الشيطان: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [الأعراف:٢٠٠] والله تعالى يقول: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون:٩٧ - ٩٨].

أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يحمينا وإياكم من همزات الشيطان، وأن يحفظنا وإياكم من السوء والشرور والفساد والإعراض عن الله تبارك وتعالى، وأستسمحكم العذر في الإطالة عليكم، أشير إشارة إلى أسئلة وردت هنا فقط.